أبرم البابا فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيب وبابا الفاتيكان فرنسيس وثيقة عالمية للسلام والتعايش بين أبناء الأديان المختلفة، على هامش مؤتمر «الأخوة الإنسانية» في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.

وتتضمن الوثيقة بنوداً تعزز الحوار والتقارب بين الديانات المختلفة، وتكتسب أهميتها بعد طغيان الحياة المادية والخطاب العنصري بين الطوائف خلال الفترة المقبلة.

وقال البابا: «أتيت إلى هنا متعطشاً إلى السلام مع إخوتي»، معتبراً أن «استخدام اسم الله لتبرير الكراهية تدنيس خطر». وأضاف في كلمته التي بدأها بتحية الإسلام «السلام عليكم»: «النزعة الفردية هي عدوة الأخوة الإنسانية»، موضحاً أن «التعدد الديني هو تعبير عن الاختلافات الطبيعية بين البشر».
وشدد على أن التحدي هو أن «نجعل الأديان قنوات للأخوة وليست حواجز للإقصاء». وقال البابا إن «الحرية الدينية حق لكل إنسان، وإنها لا تقتصر على ممارسة الشعائر، بل يجب أن ترى في الآخرين إخوة». وتابع: «نحن عائلة بشرية كبيرة تعيش من تناغم التنوع».وألمح إلى أن «معرفة الذات لن تتحقق إلا بمعرفة الآخرين»، داعياً إلى «تجاوز تجارب التسلط والانغلاق حول الذات». وحثّ الأديان على الوقوف بجانب المظلومين والفقراء ومع كل الذين يعانون من المآسي في هذا العالم.

واعتبر شيخ الأزهر في كلمته أن «وثيقة الأخوة الإنسانية حدث تاريخي»، مشيراً إلى أن «هجمات سبتمبر استخدمت لتشويه صورة المسلمين، رغم أن عدد منفذي الهجمات لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة»، لافتاً إلى أن الإسلام «يواجه حرباً منذ عقدين عنوانها الإرهاب».
وأكد أن وثيقة الأخوة ولدت في لقاء سابق مع البابا فرنسيس، مشيراً إلى تطابق وجهات النظر بينهما، وقال: «همومي تطابقت مع هموم البابا».

وشدد على أن «كافة الأديان الإلهية بريئة من الجماعات الإرهابية مهما كان فكرها»، مبيناً أن كافة الأنبياء حرَّموا القتل.

وأضاف شيخ الأزهر: «إدانة الفكر الديني وراء انتشار موجات الإلحاد»، نافياً أن تكون الأديان وراء إثارة الحروب، ملقياً بمسؤولية تلك الصراعات على من أثارها.