كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي

يقول الرئيس الحريري : «ان مؤتمر «سيدر» لدعم لبنان هو ليس فقط مجموعة مشاريع، انما هو ايضاً مجموعة اصلاحات ولا يمكن ان ننهض بالبلد من دونها». هذا الكلام كان منذ اسابيع، أمّا اليوم، فهل ما زال «سيدر» هو مجموعة اصلاحات وقد لاحت بقوّة عناوين وحسابات السرقات والصفقات المرجوّة منه، وهل يغيّر الرئيس الحريري كلمة «الاصلاحات» بعدما تهافتت بعض الكتل في الأيام الأخيرة على المطالبة بوزارات لم تكن تهتم بها في السابق، لقد شغّلوا آلاتهم الحسابية وفتحوا ملفات وارقام «سيدر» ليجدوا ان وزارة البيئة لها مبلغ حرزان وان الصناعة «مدهنة»، فغيّروا رأيهم وراحوا يطرحون صفقات التبادل بالوزارات، وكأنه اذا تسلّم وزير من كتلة اخرى لا يستطيع ان يقوم بالاصلاح، وكأن هذا الاصلاح محصور بفئة المستوزرين المحظوظين. واذا بالعقدة الحكومية ليست بـ «التشاوري» بل بما يوزعه «سيدر» من مغانم موعودة على اصحاب الحظوة.

مبروك لكم «سيدر» ومبروك لحكومة سوف تتشكل على المغانم والصفقات وليس على الكفاءة والخبرات. ولأن وزارة الاعلام لا يلحظها «سيدر» بالمال الوفير فإنهم يهربون منها ويحاولون الصاقها بوزير ارمني؟؟.

والمضحك ان وزارة البيئة التي كانت جائزة ترضية اصبحت حقيبة دسمة يتنازعون عليها.

لا جديد، فهذا قدر المواطن اللبناني الذي قضى حياته منذ الاستقلال يفكّ عقدة ليصطدم بعقدة اصعب منها.