بقلم هاني الترك OAM

عام 1975 قرأت كتاب بروفسور رايموند مودي Raymond Moody الذي يحمل عنوان : «الحياة بعد الحياة» «Life after Life» الذي نشر فيه تجاربه مع المرضى الذين مروا بتجربة على حافة الموت.. وشاهدوا نفق الضوء والتقوا بأحبائهم الذين سبقوهم الى الحياة الاخرى .
ومنذ ذلك الزمن ومودي واصل البحث عن الحياة بعد الحياة اي عالم الروح .. ونشر احد عشر كتاباً عن ابحاثه.. ومنها اعادة نشر كتابه الصادر عام 1975 في طبعته الجديدة التي تضم نتائج ابحاثه التي نشرت الشهر الماضي. يقول فيه ان مشكلة العلاقة بين العقل (ليس المخ) والجسم هي مشكلة زمنية اذ كان يُرجع العلماء في القرن العشرين العلاقة المادية اي المخ.
ولكن مع بداية القرن الحادي والعشرين اصبح العلماء يتجهون الى تفسير الظاهرة بالروحانية.. وتتعلق بالسؤال عن الوجود بأكمله.. والطبعة الحديثة تضم ابحاثه عن الجانب الروحاني في الانسان والوجود.. فقد تبيّن بعد اجراء الابحاث ان الجسم – ومن ضمنه المخ – يموت والى التراب يعود في حين ان الوعي – سمه العقل او الروح -يعود الى الحياة الاخرى في عالم الروح.
والكتاب الحالي الذي بيع منه 13 مليون نسخة يقول فيه مودي انه بعد اجراء ابحاث علمية كثيرة فإنها تثبت عودة الروح .. اي تقمّص الارواح او تناسخ الارواح كما يُطلق عليها البعض.. فإن الروح خالدة حيث تُسمّى human consciousness تعود الى عالم الروح مع الله اي Absolute Consciousness.
ويتجسّد الوعي على الكرة الارضية او كواكب اخرى في الكون الفسيح من اجل التعلّم واكتساب الحكمة واعمال الخير.. حيث يُصنّف وعي الانسان بموجب اعماله وبصرف النظر عن ديانته او ماله او منصبه.. ولكن بموجب اعمال الخير التي يقوم بها في الحياة الارضية.
ويقول مودي في الكتاب ان جميع الذين مروا بتجربة حافة الموت لم يمروا بالجنة او الجحيم ولكن عودة سالمة الى عالم الروح.. فإن الحياة في عالم الروح كلها محبة وسلام ومتعة.
فإن ابحاث البروفسور مودي والذين بحثوا في هذه الظاهرة من العلماء مثل البروفسور Bryan Heiss والبروفسور Ian Stevenson وغيرهم يثبت خلود الروح.. فقد تمكّن مودي من خلال ابحاثه الميدانية الإتصال بجدته التي غادرت الحياة الارضية منذ مدة وروحها في عالم الروح.
وانا في انتظار تسلّم كتابه Reunions Visionary and Encounter من الخارج اذ ان الطبعة قد نفذت في استراليا.