ان المصالحة التي تمت بين رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية ورئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع هي حدث تاريخي ومصالحة طال انتظارها ساهمت في طي صفحة أليمة، أدت الى فتح صفحة جديدة ستقود حتماً الى مستقبل واعد.
وكم نشعر بهذه المناسبة بفرح حقيقي ينبع من قلوب صلّت طويلاً للرب، ومن عيون تطلعت دوماً ومنذ زمن بعيد الى هذه المصالحة بغية طي صفحة حزينة ومؤلمة من تاريخنا الماروني والمسيحي في لبنان. وها هي تتحقق لتجعلنا ننظر الى الغد بشوق وبثقة أكبر.
ان المصالحة تمت بين فرنجية وجعجع هي مصالحة تتخطى السياسة وتعقيداتها وتناقضاتها لتشكل خطوة أساسية مشرقة للمسيحيين ولوجودهم الحر ودورهم الرائد في بناء الوطن مع الشريك المسلم.
وما يجعل هذه اللحظة التاريخية ذات اهمية بالغة يكمن في تتويجها مصالحة الأخوة في مدينتي زغرتا وبشري بما يمثلانه من رصيد تاريخي وما يختزنان من طاقة فكرية وايمانية ووطنية. فضلاً عن أنهما المنطقتان اللتان تشكلان بوابة جبل لبنان التاريخي على مدى قرون الزمن.
كما أننا نعتبر هذه المصالحة مدخلاً لقيامة لبنان الحقة لا سيما وان بشري وزغرتا تعتبران ركن المسيحية التي ترتكز على قيم المحبة والتسامح.
وأننا إذ نصلي مع المخلصين لكي يمتزج عبق بخور إهدن مع عطر الأرز المقدس، نشدد حرصنا على تمتين إرادة التسامح النبيلة لينمو الوفاق، وتعم فرحة المصالحة المسيحية ربوع لبنان بكل طوائفه، وكذلك عالم الانتشار بأكمله.
فبإسمي وأسم الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم أتقدم بالتهاني الحارة من رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية ورئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع على خطوتهما الجريئة وشهامتهما. وأحيي إرادتهما في السير مع المناصرين بخطوات ثابتة نحو ترسيخ الوجود المسيحي في ارض الأباء والأجداد.
الرجالات الكبار تتخذ القرارات المفصلية التي تغيّر وجه التاريخ، وتعود بالخير على جميع أبناء الوطن. وفرنجية وجعجع من الكبار.
حفظكم الله وأدام لنا لبنان
الرئيس الإقليمي للجامعة اللبنانية الثقافية في استراليا ونيوزيلندا ميشال الدويهي.