كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي
هل تذكرون النكتة التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي منذ سنوات ومفادها ان عائلة لبنانية غنيّة استقدمت خادمة اثيوبية، وفي الليلة الاولى التي باتت فيها الخادمة في منزل مستخدميها انقطعت الكهرباء فصاحت الخادمة بصوت عالِ : «شو هيدا مدام نحنا عنّا ما بيقطع كهربا». تقصد في اثيوبيا. النكتة تحدثت عن الاثيوبية ولكنها تشمل الفيليبينيات والسيريلانكيات والبنغاليات اللواتي لا تنقطع الكهرباء في موطنهم الأم.
القصة اليوم جاءت من غزّة، فقد اعلنت السلطات في غزّة يوم الأحد ان الأضواء عادت الى القطاع لفترة 16 ساعة كل يوم وانه اصبح بإمكان المصانع والورش الصغيرة والمحلات التجارية العمل لفترات اطول.. يأتي هذا الخبر متزامناً مع ورقة نعوة لبنانية تقول : «لبنان مهدّد بالعتمة». واذا كان زمن طريق القدس يمرّ في جونيه قد ولّى، فإننا وكما يبدو مقبلون على زمن كهرباء جونيه تمرّ في غزّة. فما رأيكم مثلاً ان تشاهدوا بحر غزّة متلألئاً بظلال الأنوار «مبروك على الأخوة الفلسطينيين من كل قلبنا» في حين تسود العتمة بحر جونية إلا من بعض فوانيس الصياديين.
الصحف والإذاعات والشاشات التي طالما تحدّثت عن فساد سلطة حماس هل تجرؤ اليوم وتقول من اي صنف هي سلطة المسؤولين في لبنان؟؟.
فكيف كان يضيء اللبنانيون قبل مجيء بواخر: «غول وإسراء وفاطمة».. وجورجيت!؟