By Hani Elturk OAm
الحادي عشر من الشهر المقبل تشرين الثاني نوفمبر تحتفل استراليا والعالم بمرور مئة عام بالضبط على انتهاء الحرب العالمية الاولى والتي تسمى الحرب العظمى.. والتي راح ضحيتها 62 الف جندي استرالي في حين كان عدد سكان استراليا في ذلك الزمن لا يتجاوز خمسة ملايين نسمة.
واليكم بهذه المناسبة هذه القصة من واقع الحرب:
«في معركة غاليبولي عام 1915 كان الجندي الاسترالي لين هول ضمن القوات الاسترالية الذي اطلقت النيران على الجندي التركي عادل شاهين ضمن القوات التركية.. وكانت معركة طاحنة ضارية قتل فيها واصيب بجراح العدد الكبير من الجنود وكل من هول وشاهين نجيا من الحرب الضروس وتوقف الصراع الدموي وبقيا على قيد الحياة وعاد كل منهما الى بلده.
وبعد انقضاء 75 عاماً على المعركة اي عام 1990 عاد هول الى ارض المعركة والتقيا هناك وسارا جنباً الى جنب احياناً يذرفن الدموع واحياناً يضحكان مسترجعين ذكرياتهما الأليمة في المعركة القاتلة.. فقد حارب كل واحد منهما الآخر حينما كانا شابين بهدف سفك الدماء وقتل الآخر.. وفي عام 1990 التقطت لهما صورة وهما معاً على تربة غاليبولي يعانقان بعضهما.. وقال حفيد شاهين ان جده كان فخوراً في الدفاع عن ارضه عام 1915 وكانت مهمته مرشد للمنطقة التي شهدت المعركة اذ كان يستقر في قرية مجاورة لها.
وقال حفيد هول ان جده شعر بالسعادة القصوى عندما التقى بشاهين وقد غيّر اللقاء حياته واصبح سعيداً بعد ان كان يشعر بالحزن لسفك الدماء.. اعداء الأمس اصبحا اليوم اصدقاء.. ان الحرب خراب ودمار وقتل وسفك دماء وانتهاك لحقوق الانسان في العيش.. ضد الله في الديانات السماوية ومآسيها قاسية على البشرية.. مع انه يقال انه شر لا بد منه.
وفي تضحية في الانزاك اسرت القوات اليابانية في الحرب العالمية الثانية 181 جندياً استرالياً من كتيبة استرالية كانت تحارب في سنغافوره.. ومن بين الأسرى كان بوب شوبريدج.. وفي الأسر لاقى الجنود الاستراليون كل انواع التعذيب ومضىعلى سجن بوب في الأسر 4 سنوات حتى اصبح وزنه 38 كيلوغراماً فقط.. وكان يحمل الاطعمة لزملائه الأسرى الذين كانوا يتضورون جوعاً .. واثناء عيد ميلاده 21 في الأسر اعطاه جندي ياباني قطعة من الحلويات.. وحينما القت الولايات المتحدة القنبلة الذرية على هيروشيما ادرك اليابانيون انهم هُزموا في الحرب وقال الجندي الياباني لبوب «سوف تذهب قريباً الى بلدك استراليا».. وحينما قصفت القوات الاميركية القنبلة الذرية الثانية قال له الجندي الياباني «سوف تذهب قريباً جداً الى بلدك». فقد حسمت القنابل الذرية الحرب العالمية الثانية لصالح دول الحلفاء.. وعاد بوب الى استراليا وهو الآن يبلغ من العمر 96 وحينما شارك في الحرب كان عمره 18 عاماً.. وشاهد مسيرة الانزاك من منزله على شاشة التلفزيون وتذكر الايام الصعبة جداً في حياته.. وقال ان الحرب دمار وخراب وقتل وجنون الانسان.