بقلم رئيس التحرير
أنطوان القزي
تحدثت زوجة الأمير هاري ميغان ماركل امام الصحافيين في سيدني وقالت: بكل فخر اقول انني كنت في بداية حياتي عاملة نظافة اجمع القمامة وكنت ابلغ 14 عاماً، واليوم اتذكر وافتخر بذلك لأن قيمة العمل تكمن في نفع البشرية!
كلام ماركل ذكّرني بحديث دار مع بعض الاصدقاء منذ فترة حيث قرأوا وسمعوا على امتداد سنوات احاديث لكبار من اهل السياسة لا يخجلون بسنوات صغرهم ولا اعمالهم او اصولهم: كيفن راد كان ينام في الكاراڤان في المزرعة مع والدته لأنه كان فقيراً، كيم بيزلي كان حفّار قبور، بيتر كوستيللو كان يوصل وجبات البيتزا الى المنازل حين يكون ابنه مريضاً، سايمن كرين كان يجمع كرات التنس ليتقاضى مالاً من اللاعبين، بيرلسكوني الرئيس الايطالي الملياردير بدأ مغنياً على المسارح الصغيرة ثم بائعاً جوّالاً للمكانس الكهربائية يدور بها على المنازل ويطرق الأبواب، رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو كان سائق شاحنة.
وتساءل الاصدقاء: متى يفهم ابناء جلدتنا ان الشغل مش عيب وان الانسان بقيمته وليس بنوع عمله، ولماذا عندما نبدأ الحديث عن ماضينا ننسى اول 20 او 25 سنة من حياتنا وكأنها غير موجودة لنبدأ ما بعدها…
يا جماعة انا اكره مَن ينكر اصله واحب حفّار القبور والذي نام في الكاراڤان ومَن عمل في النظافة لأنه على الأقل كان صادقاً مع نفسه ومتصالحاً مع ذاته.
لا تخجلوا بما تفتخر به ميغان ماركل ساكنة قصر باكينغهام لأنه لولا الجذور المدفونة تحت التراب لما كان هناك من ثمار.