كمال براكس

متى تبدأ الازمة الاقتصادية القادمة؟ انها الذكرى السنوية العاشرة لافلاس بنك «ليمان براذرذ. اول الاحتراز تمثّل في قروض قطاع الشركات في تحوطهم احتمالات اعار المقترضين. وسوق ديون الشركات يعكسه انتشار صفقات الدين القائمة على التعهدات والضمانات، والتي تستخدم في صفقات الاستحواذ بين الشركات.

وتشكّل هذه العروض بنحو 34 ٪ في اجمالي الاصدارات من السندات المقومة بالدولار الصادرة خلال عام 2018. وتزامن الاستهتار  وتراجع نسبة التخوط والحذر مع وصول الرئيس الاميركي ترامب الى البيت الابيض. واقرار خطط الخفض الضريبي، واجندة تخفف القيود على القطاع المالي وخدماته، والازمة المالية سوف تستضري وعندما تنهار الشركات لأنها لا تستطيع تسديد ديونها، او اعادة تمويل قروضها.

السياسة الاميركية لا تعتمد على شخص او رئيس ، وانما على مؤسسات كبيرة وشهيرة، فالقرار الاميركي هو مزيج ما بين قرار مجلس النواب ومجلس الشيوخ والمستشارين والاعلام ايضاً الذي يجسّد التوجه العام للشعب، وبالتالي مسألة الذكاء او الغباء، لا دخل لها في السياسة الاميركية، لأنها تصدر عن مجموعة اشخاص ومؤسسات وليس عن فرد واحد.

ولم يسبق ان وصف ليس دولة كالرئيس ترامب مسؤولي دولة اخرى بأنهم «ابرع مجموعة لصوص» ترامب مهووس بلغة المال والربح والخسارة والدولار، واي عملية سياسية او عسكرية يجب ان تكون محسوبة بالمال، الولايات المتحدة تنفّذ سياساتها لحماية مصالحها ومواجهة المعسكري الشرقي، ويخطئ من يظن ان الحرب الباردة انتهت على العكس: انها آخذة في الاستعار والتأجج والشواهد ماثلة امامنا.

هبطت الاسهم الاميركية، تاريخ 10/10/2018  كما ان بورصات الاسهم العالمية نزلت بشكل حاد، وهي الآن تحت الضغوط، كما انتقد ترامب المجلس الاحتياطي الذي قد جنّ جنونه، وارتكب اكبر حظاً برفع الفائدة. ومُني مؤشر ستاندرد اندبورز، بأكبر خسارة يومية منذ 8/2/2018، وتراجع الدولار مقابل باقي العملات، بينما قادت اسهم قطاع التكنولوجيا الخسائر، وسط عزوف من جانب المستثمرين عنالأصول التي بها مخاطرة مع ارتفاع العائد على السندات الاميركية. فالاسهم تفرق ببساطة بسبب تحليق معدلات الفائدة العائدة على سندات الخزانة.

فقد رفع المجلس الاحتياطي اسعار الفائدة ثماني مرات منذ اواخر 2015، كما انه بدأ في تقليص ميزانيته العمومية البالغة (4،5 تريليون دولار) وبلغ معدل العائد على سندات الخزانة الاميركية لأجل عشر سنوات 3،24 ٪ تاريخ 10/10/18 وذلك منذ سبع سنوات. وتستمر معدل العائد على السندات في التحليق، لأن الحكومة الاميركية تبيع المزيد من سندات الخزانة لكبح العجز الفيدرالي المتصاعد. وتضطر واشنطن لاقتراض مبالغ كبيرة من اجل تعويض عائدات الضرائب التي خفّضتها على الشركات، وزيادة الانفاق الحكومي.

سويسرا طوت رسمياً صفحة السرية المصرفية، مع بدء التبادل الآلي للمعلومات نهاية ايلول الماضي،. واوضحت الادارة الفيدرالية للضرائب، ان هذه المبادلات شملت الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي، اضافة الى تسع دول، ومقاطعات اخرى، بينها حزيرتي، جيرسي وغيرنسي وكندا والنروج واليابان، والى استبعاد قبرص ورومانيا لأنهما لا تلبيان المعايير الدولية، في مجال خصوصية المعلومات وامنها، كما ان تبادل المعلومات مع فرنسا  واستراليا تأخر لأنه لا يمكنهما حتى الآن تسليم معطياتهما الى الادارة السويسرية (لاسباب تقنية) وارسلت ادارة الضرائب السويسرية معلومات عن نحو مليوني حساب للدول الشريكة، وتلقّت في المقابل معلومات عن حسابات تُعدّ بالملايين.

ان الجولة الثلاثة من الحوار الاقتصادي، بين اميركا واليابان، في منتصف تشرين الثاني المقبل، حول قضايا من بينها التجارة والسياسة الاقتصادية، وكوريا الشمالية، كما اطلق البلدان محادثات فيترتيب يحمي في الوقت الحالي شركات صناعة السيارات اليابانية من المزيد من الرسوم الجمركية التي ينظر اليها على انها تهديد رئيسي للإقتصاد الياباني المعتمد على التصدير.

ان ارتفاع اسعار النفط، ثد يلحق ضرراً بالاقتصاد العالمي، لهذا وجهت الوكالة الدولية للطاقة، نداء مباشراً الى منظمة الدول المصدرة للنفط «اوبك» وطالبتها بزيادة الانتاج وقالت «اذا لم تكن هناك تحركات كبيرة من كلار المنتجين، فان الربع الاخير من هذا العام، سيحمل تحدياً كبيراً جداً. واشارت الوكالة الى ان الجزء الأكبر من المسؤولية يقع على السعودية والامارات: لكون معظم بقية الدول الاعضاء في «اوبك تنتج بكامل طاقتها».

بعد ان زج البنك المركزي الهندي، سعر الفائدة على قروض البنوك التجارية، وتواجه الهند تحديات بيئة مالية عالمية معقّدة، بسبب رفع اسعار الفائدة في الولايات المتحدة، والتوترات التجارية، فضلاً عن اسعار النفط العالمية، وتراجع قيمة العملة المحلية، اضيفت اليه مشكلة فرض ضريبة السلع والخدمات العام الماضي، ورغم التحسن الذي طرأ على سوق العقارات السكنية الا ان رفع اسعار الفائدة زار من تكاليف الرهن العقاري.

اشارت شركة فورد للسيارات الاميركية الصنع في 26/9/2018 ان الرسوم على الصلب والألمنيوم التي فرضها دونالد ترامب على الشركاء التجاريين، للولايات المتحدة كلفتها خسارة بليون دولار) من الأرباح. وفي آسيا وتحديداً الصين، لم تراجع الشركة موازنتها، منذ امد بعيد في حين تشكو في اوروبا، من نقص انتاجية وكفاءة كلفّاها خسائر كبيرة.

وفي نهاية نيسان الماضي قررت الشركة التوقف عن الاستثمار في السيارات العائلية الصغيرة في اميركا الشمالية، واكدت الشركة في نهاية تموز الماضي، عن اعادة هيكلة واسعة انها ستخفّض عدد موظفيها من دون ان تحدد بدقة العدد، يفترض ان تترجم بتكلفة تبلغ (11 بليون دولار) في حساباتها في غضون ثلاث الى خمس سنوات.

في ظل الخلاف التجاري المستمر بين الصين والولايات المتحدة، اظهرت بيانات «كبلر» ان الصادرات الاميركية لدول آسيا من النفط، هبطت بمقادر 73 الف برميل يومياً. وتراجعت الشحنات الاميركية المتجهة الىاوروبا بمقدار 102 الف برمييل يومياً. ووفقاً لمعلومات الطاقة، حيث بات الخام الاميركي اقل جاذبية بعد ارتفاع الدولار.

وقال مصدر في قاطر النفط ان الهند زادت مشترياتها من الخام الايراني الى 502 الف برميل يومياً، بارتفاع قدره 111 الف برميل يومياً قبل فرض العقوبات، وان هذه الاضافة حلّت محل الخام الاميركي، وان الهند ستشتري 9 ملايين برميل من النفط الايراني في تشرين الثاني المقبل.

بالرغم من العقوبات الاميركية. وحسب وكالة رويترز ان شحنات النفط الاميركية المتجهة الى الهند هبطت الى 84 الف برميل يومياً الشهر الماضي، بانخفاض نسبته 75 ٪ عن المستوى القياسي الذي بلغ 347 الف برميل يومياً. وقد زادت صادرات الخام الايرانية الى الصين من 29 الف برميل يومياً الى 620 الف برميل يومياً. واعلن مصرف غولدمان ساكس ان اسواق النفط العالمية قد تسجّل فائضاً بسيطاً اوائل عام 2019.

https://site.google.com/sites/KamalBracks1/