كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي
العبرة من هزيمة الأحرار في مقعد ونتوورث يوم السبت الماضي ليست فقط في انقسام الأحرار على خلفية إزاحة مالكولم تيرنبل عن رئاسة الوزراء، وليست أيضاً نتيجة لما قاله سكوت موريسون عن فتح النقاش حول السفارة الأسترالية من تل أبيب الى القدس، وليست إيضاً في تخلّي الناخبين عن القيم وتأييدهم بِقُوَّة مرشحة مثليّة الجنس.
العبرة الأساسية التي يجب ان يلتقطها الإثنيون وخاصة أبناء الجالية العربية الذين يقطنون في مناطق غرب سدني هي أن يتعلّموا كيف يحاسبون مرشحيهم وإذا كان هؤلاء فعلاً يمثِّلون تطلعاتهم ويحملون هواجسهم.
نحن وللأسف ما زلنا ننتخب على الطريقة الشرقية: نغمض أعيننا وننتخب إمّا عمَّال على طول الخط أو أحرار على طول الخطّ أو غيرهما من الأحزاب بصرف النظر عن البرامج السياسية.
مقعد ونتوورث وهو المقعد المضمون الأول للأحرار في أستراليا سقط بيد المستقلة كيرين فيلبس بما يشبه الإنقلاب مما يعني ان الناخب يغيّر رأيه و يحاسب فعلاّ إذا وجد ان السياسي أخطأ..
نحن في مناطق غرب سدني تعرّضنا للطعن من مجموعة من نوابنا ساروا بعكس ما نريد وبعكس قيمنا ومبادئنا ونحن أعطيناهم أصواتنا سلفة يستعملونها بطريقة تتناغم مع افكارنا وليس ان يتركوا رياحهم تسير بعكس ما تشتهيه سفننا!
في الإستفتاء الذي جرى في استراليا منذ أشهر حول مشروع قانون زواج المثليين غرّد ممثلو الشعب في غرب سدني بعيداً عمّا أفرزته صناديق الإقتراع حيث قال المواطنون لا في حين كان ممثلوهم يقولون نعم.
غداً عندما تحين ساعة الإنتخابات، هل يتحوّل سكان غرب سدني الى محاسبين أم أنهم سيبقون يمارسون البصم من باب “هكذا تعوّدنا”!.
يا جماعة، الإقتراع ليس عادة بقدر ما هو يوم لكشف الحساب “: ماذا حققتَ لي، هل وفيتَ بوعودك الإنتخابية، هل أخذتَ بعين الإعتبار رأيي وتطلّعاتي أم انك نسفت ما اؤمن به؟.
نحن لسنا قطيع غنم، نحن أناسٌ لهم رأي وموقف .
في الإنتخابات المقبلة تذّكروا ما حصل في مقعد ونتوورث يوم السبت الماضي وأنه ليس من مقعد مضمون لحزب أو مكتوب بإسمه.. وتذكّروا ان المواطن يقترع ليحاسب وليس ليُساق .