بقلم سميرة سلامه
اكتب لكم اليوم بمناسبة اسبوع الصحة النفسية اذ تقول الاحصاءات ان من بين كل خمسة اشخاص هناك شخص مصاب بمرض نفسي ولكن الأخطر من ذلك ان النسبة بين الشباب هي واحد لكل ثلاثة .. بل والأسوأ من ذلك ان نسبة الاصابة بين الفتيات هي اعلى من الفتيان .
هنا يجب إلقاء الضوء على الفتيات من الجالية العربية اذ هنّ ينتمين للثقافة العربية المحافظة في مجتمع يبيح الحريات.. هذه هي احدى الاسباب الرئيسية التي توقع الفتيات بين انياب المرض النفسي. اضافة الى الإدمان على استعمال الانترنيت.. والعزوف عن الانفتاح على مجتمع استرالي.
تقع الفتاة العربية بين فكّي ثقافتين ثقافة عائلتها المحافظة وثقافة المجتمع الاسترالي المفتوحة فيه ابواب الحريات على مصراعيها.
فأنا اعرف فتيات عانيْن من هذه المشكلة لأن العائلة العربية تعطي الحرية للفتيان اكثر من الفتيات.. وتهتم العائلة بمنح الفتى كل الحقوق لممارسة ما يحلو له على العكس فإنها تفرض كل القيود على حرية الفتاة.
فإني اعرف فتاة لا تذهب الاّ برفقة اخيها اينما حلّت اعتقاداً من عائلتها ان في ذلك حماية لها.. والأخطر من ذلك هو ارسالها الى بلدها الأم للزواج من ابن عمها اعتقاداً من العائلة ان في هذا نوع من تأمين مستقبلها او مستقبل العائلة.. ومن هنا تقع الفتيات العربيات اسيرات المرض النفسي.. وكأنهنّ استراليات لا ينتمين الى المجتمع الاسترالي.
وفي مواجهة تلك الضغوط النفسية على الفتاة العربية على العائلة العربية ايجاد التوازن بين الثقافة العربية المحافظة وبين الثقافة الاسترالية الحرّة بالتكيّف مع المجتمع .. واخذ العناصر الإيجابية من الثقافتين من اجل عدم الوقوع في مخالب المشاكل النفسية.
تعليق محرر الشؤون الاسترالية هاني التركOAM
منذ سنوات خلت تطوعت على خط الحياة الاثني الى جانب عملي كمدير مكتبة وزير الادعاء العام.. اذ كان تحوّل لي مكالمات من اشخاص من الجالية العربية يواجهون مشاكل ويريدون المساعدة.
من ضمن المتصلين فتاة من الجالية العربية تبلغ من العمر 15 عاماً مولودة في استراليا .. اشتكت لي من موقف عائلتها .. حيث لا يمكن ان تخرج الى واقع الحياة باستثناء المدرسة الا بصحبة شقيقها او والدها.. وعجب العجاب منهما انهما يريدان منها السفر الى بلدها الأم للزواج من ابن عمها الذي لم تقابله او تعرف عنه اي شيء.. وهي تهوى التعليم وتريد ان تكمل دراستها لتصبح مدرّسة.. فماذا تفعل هذه الفتاة المسكينة؟
استمعت اليها لمدة ساعتين لتفرغ شحناتها العاطفية الحزينة.. فهي تواجه الضغوط النفسية والتوتر والقلق وتكاد ان تقع فريسة المرض النفسي.. قلت لها:
يمكنك ان تأخذي حالتك الى رجل الدين في الطائفة التي تنتمي اليها حتى يقنع عائلتك بعدم المضي قدماً بالزواج من ابن عمك وانك تريدين تكملة تعليمك.
واذا لم تنجح الوساطة يجب اخذ القضية الى المدرسة التي تدرسين فيها فإنك لم تنضجِ الى السن القانوني للزواج وانك لست مؤهلة سناً لإتخاذ قرار الزواج. لذلك على هذه العائلة العربية في استراليا تفهّم تحقيق التوازن بين الثقافتين العربية والاسترالية.. وهذا من حق الفتاة المسكينة ان تعيش براحة وهدوء نفسي واكمال دراستها بالتكيّف بالمجتمع الجديد مع الحفاظ على تقاليدنا العربية الإيجابية في انّ تعليم المرأة يكسبها المركز المهني ويقوّي من شخصيتها لأن التعليم اساسي للمرأة العربية التي تعاني من تسلّط الرجل.