كلمة رئيس التحرير/ انطوان القزي

استطاع باراك اوباما ان يبقى وفياً لأصوله الافريقية ولم يتنكّر لها يوماً وحافظ قدر المستطاع على الارتباط بأصوله القائمة على احترام حقوق الشعوب المظلومة.

واستطاع هنري كيسينجر ان يتعاطف وهو  وزير للخارجية مع اصوله اليهودية بانحيازه الدائم لاسرائيل واضعاً نظرية الشرق الاوسط الجديد خدمة للدولة العبرية.

واستطاع جيمي كارتر الآتي من مزارع الفستق في الجنوب الاميركي ان يبقى وفياً للناس العاديين محبّاً للسلام ولم ينسَ جذوره.

اما نيكي هايلي ابنة المهاجرَين الهنديين التي استقالت هذا الاسبوع من منصبها في الأمم المتحدة ، فاختارت طريقاً اخرى وكأنها خلعت عباءة غاندي وتخلّت عن مبادئه ونضاله سعياً للحرية وحقوق الانسان، ولم تكتفِ بالانضمام الى الحزب الجمهوري اليميني، بل تجاوزت احياناً صقوره عبر مواقفها المعادية والصاخبة احياناً ضد حقوق الشعب الفلسطيني، وعبر انتقادها لمنظمات الأمم المتحدة التي تساعد الفلسطينيين وعبر مواقفها المتسلطة والمتعالية والمتنكّرة لأصولها وجلدتها.

هايلي التي اقنعت ترامب بزيادة العقوبات الاقتصادية على روسيا وجعلته يتشدّد بإدخال المهاجرين الى الولايات المتحدة، هي المرأة الملوّنة الوحيدة التي وصلت الى رأس الهرم في الحزب الجمهوري وتتطلّع الى البيت الأبيض.

فهل تصل حفيدة غاندي المتنكّرة لنهجه الى المكتب البيضاوي؟!