سُجلت أمس الاول بوادر نجاح للجهود التركية في دفع “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) لتنفيذ الاتفاق الروسي – التركي حول مدينة إدلب (شمال غربي سورية)، في وقت كُشفت ترتيبات للقاء يجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، هو الأول منذ إسقاط الطائرة الروسية “إيل 20” قبالة السواحل السورية، وذلك بهدف “إذابة الجليد” بين موسكو وتل أبيب.
وقال نتانياهو في بداية الجلسة الأسبوعية لحكومته، إنه تحدث هاتفياً مع الرئيس الروسي، و “اتفقنا على لقاء قريب من أجل مواصلة التنسيق الأمني بين الجيشين”، مكرراً تعهّده “العمل في أي وقت لمنع إيران من التموضع في سورية، ونقل أسلحة فتّاكة إلى حزب الله في لبنان”. في المقابل، لم يتطرق الكرملين إلى أي تفاصيل، واكتفى بالقول إن “نتانياهو شخصياً هنأ بوتين عبر الهاتف بعيد ميلاده” ضمن مكالمات تلقاها الرئيس الروسي من عدد من قادة العالم.
تزامن ذلك مع سجال بين تل أبيب وموسكو، ففي حين أكد مسؤولون إسرائيليون أن طائرات الشبح “إف-35” الأميركية تستطيع هزيمة نظام “إس – 300” الذي نشرته روسيا في سورية وتدميره على الأرض، ردّ عضو لجنة الدفاع والأمن في الغرفة العليا للبرلمان الروسي السيناتور الروسي فرانتز كلينتسيفيتش، بالقول إن إسرائيل “تلعب بالنار وتقع في خطأ فادح عندما تزعم أن أسلحة الدفاع الجوي الروسية لا تملك فاعلية كافية لصد الغارات الجوية على سورية”. كما أكد النائب السابق لقائد قوات الدفاع الجوي الروسية ألكسندر لوزان، في تصريحات، أن منظومة “إس-300” تستطيع أن تكتشف بفاعلية حتى طائرات الشبح من بعيد، ويمكنها أن تختار، من جملة أهداف، الهدف الأكثر خطورة.
وعلى بعد ثلاثة أيام من انتهاء المهلة المحددة، وفق الاتفاق الروسي – التركي في شأن إدلب، واصلت الفصائل المسلحة سحب سلاحها الثقيل إلى داخل المحافظة، لإفراغ المنطقة العازلة التي يتراوح عمقها بين 15 و20 كيلومتراً. وكان لافتاً أمس، أن “هيئة تحرير الشام” بدأت بسحب سلاحها الثقيل من مناطق في جبل اللاذقية الى عمق إدلب، بالتزامن مع استمرار عملية “تصفيات غامضة” تستهدف قيادات الهيئة.
وأكد مصدر قيادي في “الجيش الحر” أن “الفصائل، بينها فيلق الشام، بدأت بسحب أسلحة وآليات من مناطق عدة، بينها جسر الشغور، وجبل التركمان في ريف اللاذقية، ومنطقة أبو الظهور في ريف إدلب الشرقي، وسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي”. وأفاد ناشطون بأن “هيئة تحرير الشام بدأت بسحب دبابات من محيط تلة الخضر في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي الشرقي”.