كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي
قرأت منذ أسبوعين أن أجهزة الأمن المصرية قبضت على صاحب مكتبة بالإسكندرية، وهو يقوم بتعبئة مياه الصنابير ( الحنفيات) في زجاجات على أنها ماء زمزم، ويبيعها بمبالغ كبيرة.
ووجدوا في مستودعاته آلاف الزجاجات المختومة، وملصق على كل زجاجة (استيكر) مطبوع عليها ماء زمزم خير مشروع على وجه الأرض.
وقد جمع ثروة من وراء ذلك الغش وخداع الناس الذين يتهافتون على الشراء طلباً للبركة.
وقرأت أيضاً أن قوات الأمن في زيمبابوي ألقت القبض على قس يدعى تيتو واتس بتهمة النصب والاحتيال بعد أن باع آلاف التذاكر لدخول الجنة.
وكان القس يبيع التذكرة الواحدة مقابل 500 دولار، وكان يسميها التذاكر (الذهبية)، وتساعده زوجته في بيعها والترويج لها.
وهو أيضاً جمع ثروة طائلة من الذين حجزوا الى الجنة؟!.
نحن في لبنان تجاوزنا صاحب مكتبة الإسكندرية والقس الافريقي لأن الغش عندنا بات من الأدبيات اليومية.
ولا نحتاج للأولياء والجنّة، لأن هناك على الأرض ما يكفينا، فنحن بعنا الغاز قبل استخراجه وقبضنا ثمن جلد الدب قبل سلخه ، ونحن من زمان بعنا البترول وقبضنا عمولته ، ومن زمان شرّعنا مولّدات الكهرباء لما فيها من رشوة، ونحن من زمان نرصد (بخشيشاّ) للموظفين كي نحصل على ما نشاء، ومن زمان نبيع الساعات الصينية على أنها سويسرية ومن زمان يدخّن الأثرياء الجدد عندنا سيجاراً من إنتاج برج حمّود ويعتقدونه كوبياً ويحتسون الويسكي في أفخم الصالات متوّهمين أنها سكوتلندية وهي في الواقع من إنتاج محلّي لا علاقة له بالإنكليز!.
نحن في لبنان لا نحتاج الى استحضار الجنّة وماء زمزم كي نغشّ.. فنحن شطّار في هذا الكار!.