دينا سَـليم حَـنحَـن- برزبن
قف حيث أنت أيها الإنسان، لا تترجل عن صهوة عزك فالأرض عشقت البلادة!
هل فعلا عشقت الأرض البلادة أم هي بعض العقول التي عشقت البلادة واعتادت عليها؟
لنقل أنها عقول مريضة أصيبت بالجماد الآدمي، أو مسها ماس كهربائي فضاع كل ما هو موجود في الصندوق الذي يحتوي الكنز المدعو الإنسانية، إن حصل وصعق العقل فلا عودة إلى النبع الطاهر الذي يتعرش عليه الضمير.
أخبرتني إحداهن وطلبت مني أن أحفظ سرّها وحفظته مدة طويلة، لكني قررت الآن أن أفشيه بما أنني وقعت على خبر صادم دعاني إلى كتابة هذا المقال.
حصل وتعرضت سعاد، والاسم مستعار، لأوجاع بسبب التهاب كيس المرارة فألزمت لاجراء عملية جراحية في إحدى المستشفيات المشهورة في فلسطين، جردت من ملابسها وتم تخديرها، وفي ربع الثانية وقبل أن تذهب في نوم عميق شاهدت مشهدا أثر على حياتها كليا، لقد قام الممرض في الغرفة المقابلة لغرفة الجراحة بكشف الغطاء الأبيض عن جسدها العاري، ونظر إليه نظرة شبق فاضحة، أرادت الاعتراض وحاولت فتح عينيها ومقاومة التخدير ولم تفلح، وقد أحس هو بذلك فرمى الغطاء على جسدها بسرعة وقال لها (هو إنتِ لسة صاحية)؟
لكنها سرعان أن استجابت للمخدر وراحت في نوم عميق وطويل، وعندما استفاقت بعد عملية الاستئصال نظرت حولها وبحثت عن الممرض، لم تجده لأنها كانت قد نقلت من غرفة الإنعاش إلى غرفة الاستقرار، وأصبحت تعاني بعد ذلك من تبعيات الحادث كثيرا حتى أدى بها الأمر إلى الانفصال عن زوجها فيما بعد، لأنها لم تستطع مجامعته وخشيت أيضا من مصارحته فاكتفت بالانفصال عنه بهدوء، ولم تستطع التخلص من هذا الكابوس نهائيا لأنها بدأت تشك بأنها تعرضت للاغتصاب فعلا وهي مخدرة، لقد ذبحها الشك وأماتها الشعور بعدم الجدوى، حملت سرها معها حتى بلغت الستين من عمرها كما حملت شعورها بالذنب بما أنها تعرضت للتحرش الجنسي عندما كانت فاقدة للوعي!
لقد قضى هذا الممرض المنحرف أخلاقيا على حياة إنسانة مسكينة التي حاولت التخلص من هذا الكابوس وفشلت!
لنذهب إلى حادث آخر،
سجن رجل بالسجن مدة عشرة أعوام وذلك بعد أن قام بمجامعة أجساد النساء المتوفيات أثناء قيامه بمهمة الغسل، هل هو هوس أو مرض أو جنون، مع أن علم النفس لا يأذن لنا باستخدام لفظة مجنون، لنقل وحتى نرضي أطباء علم النفس، حالة مرضية لا يثبت فيها العقل ولا تتوازن فيها الروح، أو لنقل انحراف جنسي مرضي وهوس أسطوري من مظاهره عشق نكاح الأجساد الميتة.
وقد كتبت الصحف عن رجل في دولة عربية ما، عندما قام بنكاح زوجته أسبوعا كاملا قبل دفنها، معتمدا على فتوى أصدرها شيخ منحرف جنسيا أيضا.
ما هذا العبث؟ وما هذه الحالة التي وصلت بالإنسان الذي خان الإنسانية بأفعاله القذرة، سؤالي واضح جدا وأعلم أنني لن أحظى بجواب عليه، لكني أتمنى من هؤلاء المنحرفين أن يخبروني إن كانوا نادمون على ما فعلوه وما اقترفته أياديهم من قذارة، أم ما يزالون يشتهون ما يفعلونه ويتمنون تكراره؟ هم كثيرون، لكن لحسن حظهم لم يلق القبض عليهم حتى الآن!؟
أعزي نفسي وأقول لأصحاب الضمير وللمظلومين ولمن تعرضوا لأي نوع من أنواع التحرش:
لا تقرعوا الأجراس… فالصمت قادم…لا تبنوا الأبراج…فالسؤال قائم…وبئس الحياة مع (آدم) المريض جنسيا فاقد البصر والبصيرة، لا تقرعوا طبول الحضارة.