بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي

تعوّدنا ان نسمع عن المعارضات في العالم برامج عمل تُصدرها حكومات ظلّ وكأنها في السلطة.

وتعوّدنا في استراليا على هذا النمط من العمل السياسي الديمقراطي في السابق الى ان افتقدناه منذ نحو عشرين عاماً حيث بدأت الكيديات تطغى على المصلحة الوطنية العامة.

وبدل المنافسة في البرامج ومصلحة المواطنين بات هؤلاء يتفرجون على المعارك السياسية الداخلية بين الاحزاب، واذ بنا نستعيد مع الإئتلاف اليوم ما حصل مع العمال في ولاية نيو ساوث ويلز منذ سنوات وبعدها ما حصل مع العمال بين جوليا غيلارد وكيفن راد على المستوى الفيدرالي.

واليوم وبعد الصراع داخل حزب الاحرار رأينا سكوت موريسون يشمّر عن ساعديه وينزل الى الساحة. فهو يواجه الجفاف الطبيعي، ويواجه جفاف الاخلاق في عملية غرز الإبر في الفراولة وبعض الفاكهة، ويواجه الصراعات الداخلية في حزبه. لكن الرجل اثبت حتى اليوم على الأقل انه لا يهدأ ولا يكلّ فهو يعمل على مستويات البيئة والمزارعين وسعر الكهرباء والسكان الاصليين ليواجه الأزمة الحقيقية التي تواجه استراليا وهي ازمة الجفاف القاتل.

فوزارة الزراعة الفيدرالية بدأت تسيّر شاحنات عابرة للولايات توزّع للمزارعين ما يحتاجون اليه،  ورئيس الحكومة يدعو المواطنين الى التبرّع بالمزيد من الاموال لدعم المزارعين وكذلك يدعوهم لشراء الفراولة رغم الازمة التي تمر بها.

وكذلك دعا موريسون الى توجيه الطلاب الأجانب نحو جامعات المناطق النائية لأن الإيجار في سدني اولاً يشكّل عبئاً عليهم وثانياً يكونون عاملاً بإحياء المناطق الريفية.

في هذا الوقت نرى بيل شورتن يعارض وكأنه يعيش على المريخ ولا يرى من فوق المشاكل التي تمر بها استراليا فهو يتحدث مرة عن تيرنبل وتصرفاته ومرة عن بيتر داتون وتحويله الى المحكمة العليا مع انّ هذه المواضيع يمكن تأجيلها امام المأساة الاقتصادية علماً انّ استراليا تحتاج اليوم الى تكاتف المعارضة والحكم معاً.

فللسيد بيل شورتن نقول «اليوم بلادك تحتاجك زعيماً وطنياً اكثر منه معارضاً ولك بعد ذلك ملء الوقت كي تعارض وتحكم والبلاد في حالة رفاهية».