كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي
سنة 2003 احتلّ وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحّاف عناوين الأخبار وطغت تصريحاته على سير المعارك.
فقد اشتهر الصحّاف بعبارة “العلوج، سنسحقهم جميعاً” يعني بهم الأميركيين.
وظلّ الصحاف يهدد العلوج إلى أن وصلوا إليه وأصعدوه إلى دبابتهم وهو يقول “سنسحقهم جميعاً”!؟
النائب السابق وليد جنبلاط أدخل “أدبيات العلوج” إلى السوق السياسية اللبنانية، وهي برأيه سلاح من العيار الثقيل يطلق به النار على العهد وعلى كل مَنْ يدور في فلك بعبدا.
الأسبوع الماضي وما قبله استعر السجال بين القصر وبين التقدمي الاشتراكي، وكذلك بين التيار الوطني والقوات اللبنانية، وبين الفرزلي وتلفزيون المستقبل، وبين كلودين عون وبولا يعقوبيان، ومن أوتاوا وجّه الوزير باسيل صواريخه بكل اتجاه معلناً أنه ماضٍ في سياسته، وبين أبو فاعور وزياد أسود وسيزار أبي خليل يمكن افتتاح مدرسة هجائية جديدة نستعيد من خلالها زمن “جرير والفرزدق”، هذا عدا تمريرات نوّاب آخرين لا تقلّ شأناً عن الثلاثي المذكور.
يحدث كل هذا تزامناً مع كيديات متبادلة وإقالة موظفين متقابلة تحصل لأول مرة ٍ في لبنان، وتزامناً أيضاً مع إقفال المتعاقدين مدخل وزارة التربية وآخرين طريق قصر بعبدا وتهديد أصحاب المولدات الكهربائية بعدم الامتثال لتسعيرة وزارة الطاقة وصولاً إلى قطع الطرق في الهرمل والتبّانة وصيدا لأسباب أمنية ومعيشية.
العلوج في دارنا، في كل مكان، بالإذن من وليد بك، لأن العلوج ليسوا فقط في دائرة معينة في لبنان بل هم يملأون الوزارات والدوائر والمصالح والفرق أن علوج لبنان ليسوا أميركيين كعلوج محمد سعيد الصحّاف بل هُم صناعة محلية لبنانية بامتياز.