بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
ترافقت في رحلة الإعلام – وليس الأحلام – مع الزميل هاني الترك، وكل يوم كنا نتصفّح كتاب «فلسطين»، وفي عهدنا الاول بالزمالة منذ ثلاثين عاماً كان هذا الكتاب دسماً غنياً طموحاً يشبه الثعلب الذي خرج عند الصباح ورأى ظلّه كبيراً ومنّى نفسه بطريدة «حرزانة».
توالت السنوات وراح كتاب «فلسطين» يتقلّص سنة بعد سنة الى ان اندثر تماماً مثل ظلّ الثعلب عند وقت الظهيرة الذي بات يكتفي بفأر يسد جوعه.
عايشنا انا وهاني مؤتمرات اوسلو ومدريد وجنيف والعقبة وشرم الشيخ وكامب ديفيد وواي بلانتشاين وأنابوليس.
وكلما مرّ مؤتمر كانت قناعة هاني الترك تزداد بحلّ الكونفيدرالية مع الاردن، وهو الذي اطلق هذه الفكرة منذ اكثر من ثلث قرن فاتهموه يومها بالعمالة وها هو محمود عباس اليوم يعلن افلاسه ويرفع الرايات البيضاء ويستغيث بملك الاردن؟.
عاصرنا نحن وهاني انشقاق حماس عن السلطة، وقرأنا عن القصور الباهرة والسيارات الفارهة التي تقتنيها كوادر «فتح وحماس» من اموال المانحين، وقرأنا عن الصراع بين دحلان و الرجوب ووصلنا الى اعلان الاميركيين القدس عاصمة لإسرائيل واعتبار الدولة العبرية وطناً قومياً لليهود وحجب المساعدات الاميركية عن «الاونروا» وهذا الاسبوع إقفال مكتب منظمة التحرير في واشنطن.. وبعد ماذا بقي للمفاوضات والجرافات الاسرائيلية تدركها الشمس وقد جرفت المزيد من القرى الفلسطينية.
بعد كل هذا، ما رأيكم بكونفيدرالية الزميل هاني الترك، وهل ما زال عميلاً؟!