بقلم علا بياض – سدني

اعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون في       6  september -2018 التخلي عن خطه رفع سن التقاعد من 67 الى70  عاما في استراليا.

كما عارض حزب العمال الأسترالي قرار حزب الاحرار الأسترالي لرفع سن التقاعد الى السبعين سنه وتوعد حزب العمال بإلغاء القرار عند فوزه في الانتحابه القادمه.                                                        

  سياسه حكومه ابوت السابقه  هي من اقترحت عام 2014 برفع سن التقاعد تدريجيا بين 2025  و2029 مع معدل عمر الفرد يبلغ 80 عاما للرجال84  عاما للنساء. وهذا النظام سيوفر مبلغ 3,6  مليار دولار من جيوب الاسترالين العادين، وخطوه لضمان استمرار نظام المعاشات التقاعديه للأجيال القادمه .

                                                           

وقالت حينها jenny maclin المتحدثه باسم المعارضه عن شؤون الخدمات الاجتماعيه ،كيف يمكن لرئيس الوزراء مالكوم تورنيبل ان يتوقع من عمال البناء وعمال المناجم والممرضين والمزارعين العمل حتى سن السبعين .

ويرى كريس رايلي الرئيس التنفيذي لمنظمه شباب بلا مأوى ومقرها سدني ،ان قرار رفع سن التقاعد سيؤودي الى تفاقم ازمه البطاله بين الشباب .  فالسن المبكر للتقاعد سيوفر الكثير من فرص العمل  ، لمساعده الجيل الصاعد في تكوين مستقبله.  فعلى الحكومه النظر بمتطلبات وحاجات الافراد ، قبل توفير المليارات في الخزينه وفرض القرارات التعجيزيه على كبار السن اللذين  هم بحاجه ماسه اكثر من أي وقت مضى الى النقاهه والراحه .

ومع التقدم في السن اذ تبدأ معالم الشيخوخه بالظهور  وما تحمله من مشكلات نفسيه وجسديه ترافق الرجال والنساء على حد سواء .والخدمات المقدمه من قبل الحكومه لرعايه المسنين لا تعد ولا تحصى  ، منها توفير التسوق والتنظيف وإيجاد سكن ملائم والخدمات الصحيه  والتنقل ، ودعم المسن من  قبل افراد تدفع لهم الدوله اجورا شهريه  لتوفير المساعده  الكامله الداعمه للمسن  بالاضافه الى احتياجات اخرى.                                                                  

ويتفاوت سن التقاعد في العالم  ففي بريطانيه اليوم هو 65 عاما وسيرتفع هذا المعدل الى 66  عاما ابتداء مع عام 2019 . كما سيرتفع في الولايات المتحده سن التقاعد الى 67 للمولودين بعد عام 1959  ،كما تخطط المانيا لرفع سن التقاعد من سن 65الى67  عاما.

وفي البلدان العربيه سن التقاعد مع بلوغ الستين سنه او بعد تجاوزها بقليل . ولكن لا يعرف الكثير في هذه البلدان كيف يتصرفونفي سنوات ما بعد الوظيفه بسبب عدم وجود ثقافه التقاعد. بل إن الفكرة السائدة للحياة بعد التقاعد في أحسن الأحوال عند «المستنيرين» هي البدء بمشروع تجاري أو الانخراط في وظيفة هامشية ، وبعضهم تلتهم نفسهم الكآبه والإحباط  والقلق من الأيام والاحوال  القادمه ، ويستسلمون  للامراض والعجز بعقلهم  قبل جسدهم المحتم  قبل حدوثه، لان  الافراد في البلدان العربيه تفتقد الى ما بعد سن  التقاعد  للاستقرار المادي، والصحي ،والدعم على كافه الاصعده  من قبل حكوماتهم  .   ورغم أن سن التقاعد في الغرب  أكبر من سن التقاعد لدى البلدان العربيه.                                                         إلا أن ثقافتهم تزخر بمفاهيم جيدة عن التقاعد، فهو يمثل بالنسبة لهم حياة جديدة واستحقاقا للراحة والاستمتاع بالحياة بعد مسيرة العطاء وأداء الالتزامات المطلوبة، سواء تجاه الدولة أو المجتمع أو الأسرة، فهم  يسافرون يتعرفون على ثقافات أخرى، ويلعبون ويستمتعون ويتنقلون ما بين المقاهي  بما تبقى لهم من عمر، تشعر بأنهم يتعاملون مع التقاعد وكأنه بداية لحياة جديدة، خالية من الالتزامات والمسؤوليات .

وأخيرا لا خلاف على مقوله ليس كل متقاعد مسنا، كما انه ليس كل مسسن مريضا ،ابتهج فالسعادة ليست عيبا، والفرح ليس جريمه .