قد لا تتواجد حدائق بابل المعلقة في الزمن الحالي، ولكن لدى مدينة ملبورن خطط لبناء «نسخة عصرية» من هذه الأعجوبة، والتي ستكون الأطول في البلاد.
من المقرر أن تُصبح ناطحة السحاب، التي تتميز بتصميمها الملتوي والمغطى بالنباتات، أطول مبنى في أستراليا بعد الإعلان عنها، الأربعاء الماضي، كفائزة بمسابقة للتصميم الدولي، ويُتوقع أن يبدأ المشروع في عام 2020.
ويشمل مشروع «Green Spine»، أي «العمود الفقري الأخضر»، برجين رئيسيين يبلغ ارتفاع أطولهما أكثر من 356 مترا، أي أطول بـ30 مترا من المبنى الأطول الحالي في أستراليا، برج «كيو 1».
وسيكون المبنى جزءاً من مشروع تطوير جديد في منطقة «ساوث بانك» في ملبورن والذي يُتوقع أن يُكلّف أكثر من 1.4 مليار دولار.
وبالإضافة إلى مساحاته السكنية والتجارية، سيوفر المجمع أيضاً مرافق عامة بما في ذلك حديقة على السطح «متاحة للجميع».
وصُمم الاقتراح الفائز من قبل شركة «UNStudio» الهولندية، وشركة «كوكس أركيتيكتشور» الأسترالية.
وتتضمن ميزاته التصميمية واجهات زجاجية هندسية، و»عمود فقري» من الشرفات، وحدائق تزدخر بالنباتات.
وقال المدير الرئيسي لشركة «كوكس أركيتيكتشور»، فيليب رو، في مقابلة هاتفية: «لدى ملبورن حدائق جميلة وشوارع جميلة»، وأضاف: «المنظر الطبيعي هو المفتاح (للعيش في المدينة)، ولذلك أنشأنا جادة رأسية.. تخلق مساحات مفتوحة، وأحياء، وحدائق صغيرة، ونشاطات عامة».
وينضم مشروع «Green Spine» إلى عدد متزايد من المشاريع المغطاة بالنباتات التي تم اقتراحها أو إكمالها في الأعوام الأخيرة.
وعلق رو على ذلك قائلاً: «أعتقد أنها (الهندسة المعمارية) تتطور من أواخر القرن الـ20 والـ21، إذ أصبحنا أكثر وعياً عن البيئة، وذلك من ناحية الاستدامة ومن الناحية البشرية».
كما أضاف أن وجود صلة بالطبيعة والمساحات الخضراء هي «رغبة» إنسانية أساسية. ويعتقد رو أن الابتعاد عن الأبراج ذات الواجهات الزجاجية العاكسة إلى هياكل أكثر ارتباطاً بالبيئة هي الصيحة الجديدة.
واُختير المشروع من قبل لجنة تحكيم مكونة من 7 أعضاء كجزء من مسابقة تصميم نظمتها شركة التطوير العقاري «Beulah International».
وتغلب المشروع الفائز على 5 تصاميم أخرى من القائمة المختصرة التي تضمنت شركات هندسة معمارية عالمية، مثل: «Bjarke Ingels Group»، و»Woods Bagot»، و»OMA».
وسيكون المبنى الجديد عبارة عن «منارة مرئية» في حي وسط ملبورن، وفق ما قالته المديرة التنفيذية لشركة «Beulah International»، أديلين تيه في بيان. إذ أنه سيغير من الميدان العام من خلال إزالة «الحواف الصلبة السائدة في ساوث بارك».