كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي
“قال مصدر ديبلوماسي أوروبي أنّ قطر باتت اليوم أقوى ممّا كانت عليه في الماضي على الرغم من الحصار المفروض عليها، لأنّها بَنَت علاقاتها الخارجية الخاصّة وباتت متحرّرة من سياسة الدول الخليجية، كما أنّها تلعب دوراً إصلاحياً في لبنان وهي على علاقة طيّبة مع كلّ الفرقاء”… انتهى الخبر الذي قرأناه منذ يومين.
فالحقيقة التي أثبتتها الوقائع منذ القطيعة الخليجية مع قطر تؤكد أن قطر هي فعلاً مرتاحة على وضعها.. فالمصارف الأوروبية وقفت الى جانبها منذ اليوم الأول، والأميركيون عازمون على توسيع قاعدتهم في العيديد القطرية، والاستثمارات القطرية وحدها في أوروبا تكاد توازي استثمارت الدول الخليجية مجتمعة، وقناة “الجزيرة” تزداد انتشاراً في العالم ولم تؤثر عليها قناة “العربية”.. والشقيقات الخليجيات فشلن عسكرياً حتى الآن على الأقل في الانتصار على الحوثيين في اليمن رغم أنهم يستعملون “إعلام أحمد سعيد “في حربهم اليمنية.. و”الفيفا” ما زالت متمسكة بإقامة بطولة العالم في كرة القدم في الدوحة سنة 2022 رغم تهديد الدول الخليجية بالمقاطعة.
وكي يعيد السعوديون اعتبارهم الى الساحة الدولية فقد “فشوا خلقهم” بكندا التي طردوا سفيرها في الرياض لأنه انتقد قضية حقوق الانسان في المملكة وقطعوا كل علاقاتهم مع كندا ويعملون على سحب مبتعثيهم من جامعاتها ووزير خاريتهم الجبير يقول”: لا لزوم للحديث عن مصالحة مع الكنديين، انتهى الأمر”. والسبب يعود على ما وصفته وزارة الخارجية السعودية “هو ما صدر عن وزيرة الخارجية الكندية والسفارة الكندية في المملكة العربية السعودية بشأن ما أسمته نشطاء المجتمع المدني الذين تم إيقافهم في المملكة وأنها تحث السلطات في المملكة للإفراج عنهم فورا، مشيرة إلى أن هذا الموقف السلبي والمستغرب من كندا يعد ادعاء غير صحيح جملة وتفصيلا ومنافياً للحقيقة”.
لكن رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو أكد أن بلاده ستواصل الكلام بحزم عن قضايا حقوق الإنسان!.
والملفت أن قطر مرتاحة عكس جارتها من المعارك العسكرية والديبلوماسية والإعلامية؟!.