بقلم علا بياض
تعد البطالة قضية عالمية كبرى ، وفرص العمل تعتريها الازمات والمشكلات، التي يعاني منها الكثير من المجتمات . وبحسب تقرير العمالة العالمية ان اجمالي عدد العاطلين عن العمل يصل قرابه 193 مليون شخص . وتباينه اوضاع سوق العمل في استراليا خلال شهر ابريل الماضي 2018 حيث ارتفعت معدلات البطالة الى نسبة 5,6 بالرغم من اضافة القطاع 226 الف وظيفة وقد يعود السبب الرئيسي وراء ارتفاع البطالة لتلك النسب هي زيادة اعداد المشاركة في سوق العمل تصل لنسبه 65,6 ./. رغم ان اقتصاد استراليا يحتل المرتبة الثانية عشرة، كأكبر اقتصاد في العالم . وأسوء انواع البطالة هي بطالة الشباب المتعلم . يتخرجون من الجامعات ، تحدوهم آمال وطموحات بحجم هذا الوطن الكبير . شباب استثمر فيهم الوطن الشيئ الكثير يطرقون ابواب العمل لكن تلك الابواب تضيق امامهم ، وهم لديهم اعلي الشهادات من افضل الجامعات في هذا البلد المتقدم . يشار الي ان قطاع التعليم الجامعي من اكثر القطاعات التي يشهد نموا في استراليا . فبحسب وزير التعليم الفيدرالي Simon Birmingham يدر هذا القطاع من 21 الي22 مليار دولار علي خزينه استراليا . وبحسب تصنيف العام الماضي تصدرت جامعة استراليا الوطنية ANU , قائمه افضل جامعات استراليا ، وحلت في المركز 20 عالميا. وتعد استراليا ثالث اعلى وجهة بالعالم للدراسه بالخارج ، بعد كل من بريطانية واميركا . حيث يوجد في استراليا وكاله وطنية ، لمراقبة المعايير وجودة التعليم العالي TE QSA والتي انشأتها الحكومه لهذا الغرض . واظهرت دراسه السنه الماضيه 2017 حسب SBS ان 45./. فقط من خريجي الجامعات الاوسترالية ، تمكنوا من الحصول على وظيفه بعد التخرج . فالكثير منهم يبحثون عن عمل بشكل مكثف في استراليا ، وتقديم عشرات الطلبات التوظيف بلا فائدة . ومنهم من اضطر بالنهايه لترك عائلته في استراليا، ومنهم من يصطحبونهم للعمل خارج استراليا، وقبول العروض المقدمة لهم من الخارج . الخبرة التي يتطلبها سوق العمل من الخريجين هي العائق ، ففي بعض المواقع متل Seek اكثر من 89./. من اعلانات العمل تتطلب الخبره ، وهي لا تقل عن ثلاث سنوات . وخريج الجامعة يعاني الكثير من اجل الخبرة ولا يوجد من يثق به للحصول عليها ، مما يالجأ الكثير منهم متابعة دراسات عليا او العمل بمجالات ليست بمجال دراستهم ، من اجل تأمين معيشتهم في استراليا . بعض الشركات تمنح لخريجي الجامعات ولكن بشكل محدود جدا ، بعد اجراء امتحانات طاحنة للدخول الي العمل ، فهي ليست قادرة علي تأمين وظائف فقط لأربعة او خمسة خريجين جامعيين . والجامعات عاجزة عن تأمين فرص عمل ، فربما الحل ان تجبر الجامعات بعد تلقيها مبالغ طائله من الطلاب ان تبذل مجهود ، في تأمين فرص العمل ليحصل خريجيها على الخبرة . من هو المسؤول عن اندماج الشباب في سوق العمل ، هل هي الجامعات التي هدفها اصبح ماديا، وليست مكترثة بمستقبل طلابها ، ام هو سوق العمل الذي لا يتحمل اعطاء الوقت والفرص للخريجين لكي يتعلموا اساسيات العمل . الدولة هي الخاسر الاكبر للقدرات العقلية في استراليا، وخسارتها تكمن ايضا حين لا تسترد من طلابها المنح المالية التي قدمتها لهم لتسديد اقساط جامعاتهم . فحل مشكلة البطالة وتأمين العمل هي مسؤوليه جماعية ، واتمني ان تتوسع المسؤوليه على مستوى الحكومة ككل ، بكافة وزاراتها وليست البقاء في خانة وزارة العمل ، من اجل احداث اختراقات جوهرية في هذه المشكلة ، والتصدي لها والتخفيف من اعبائها وآثارها