لا يدرك الناخبون في قلمي برادون ولونغمان أن نتائج الانتخابات الفرعية في هذين القلمين سوف تنعكس على مستقبل قيادة حزب العمال، وقد تطيح بزعامة بيل شورتن لصالح العمالي اليساري المخضرم أنطوني ألبانيزي.
وكان البانيزي قد بدا منذ أسابيع بالتلويح إلى أن حزب العمال يحتاج إلي قيادة جديدة بعد أن أثبتت استطلاعات الرأي عدم شعبية زعيم المعارضة بيل شورتن.
وخلال الحملات الانتخابية للمقعدين المذكورين كان البانيزي حاضراً على الساحة السياسية، لكنه عدل من مقارباته السياسية اليسارية متموضعاً أكثر في صف اليمين المعتدل.
ورغم الرسائل العديدة التي أرسلها إلى حزب البانيزي أنه غير مستعد لتكرار التحديات السابقة التي تسببت بأحداث شرخ داخل حزب العمال، كما حدث عندما انقلبت جوليا غيلارد على كافن راد، ثم أطاح كافن راد بغيلارد.
ويتخوف مطلعون في حزب العمال أن تأتي نتائج الإطاحة ببيل شورتن ستكون كارثية، كون شورتن هو مدعوم من نقابات العمال التي تمسك بورقة الشارع وقادرة على تحريك الشارع وتحديد ردود الفعل.
ويرى مراقبون أن شورتن يختلف عن كيم بيزلي المسالم والذي التزم بالتعاون الإيجابي مع قرار الأغلبية عندما أطاح كافن راد بزعامته لحزب العمال.
وفي نفس الوقت يراقب قياديون في حزب العمال أداء زعيمهم وقد أبدوا عدم تفاؤلهم عن قدرته بالفوز في الانتخابات القادمة، بعدما أظهر رئيس الوزراء مالكلوم تيرنبل تحسناً في إدارة حكومتة وفي أدائه السياسي العام.
لكن انطوني البانيزي الطامح لقيادة حزب العمال لا يرغب بتخطي الخطوط الحمر وإعادة الانقسامات داخل الحزب الطامح بقيادته، خاصة ان استطلاعات الرأي تشير إلى احتمال فوز العمال في الانتخابات المقبلة رغم انخفاض شعبية شورتن كرئيس وزراء مفضل.. هذا الواقع يفسر حالة التشنج داخل حزب العمال والمأزق السياسي الذي يعاني منه. فالعمال سيواجهون دون شك صعوبات في الحفاظ على بعض المناطق المتأرجحة، خاصة بعد الفضائح المرتبط بعدد من نواب الحزب الذين ارغموا على الاستقالة نتيجة لثنائية الجنسية لديهم. وآخر هذه الفضائح الأزمة التي تواجهها النائب إيما حوصار وادعاءات سوء معاملة موظفيها وما يقال عن شورتن قد ينطبق على رئيس الوزراء تيرنبل. ولا يعرف ما ستكون الانعكاسات على موقعه في حال فشل الائتلاف بالفوز خلال الانتخابات الفرعية.
ان أسوأ الاحتمالات بالنسبة إليه ستكون في فوز العمال كمؤشر يدعم موقع بيل شورتن كزعيم مفضل قادر على قيادة البلاد والفوز في انتخابات 2019.
بالمقابل ستدعم هذه النتائج موقع المحافظين داخل الائتلاف، رغم ان الائتلاف في هذه المرحلة يفتقر إلى قيادي مستعد على تحدي تيرنبل والإطاحة به سوى طوني أبوت، كما يبدو البانيزي على استعداد لاستبدال بيل شورتن.