كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي

لم يكن الودّ يوماً موجوداً في قاموس العلاقة بين الرئيس نبيه بري والنائب الجديد جميل السيّد منذ ان تمّ تعيين الأخير مديراً عاماً للأمن العام في عهد الرئيس اميل لحود.

اليوم يعود السيّد الى الساحة من باب لم يطرقه احد قبله، من باب العزف على وتر القسمة الشيعية عندما يميّز بين شيعة الدولة الذين «لم يعطوا البقاع ما يستحقّه وبات قنبلة موقوتة» ويقصد السيد بشيعة الدولة الموالين للرئيس نبيه برّي الذين صرفوا جلّ اهتمامهم في الجنوب.

امّا شيعة المقاومة يقول السيد، «فقد قاموا بواجبهم كاملاً ضد العدو جنوباً وضد الارهاب بقاعاً.»

لن نعلّق كثيراً على صوابية ما ذهب اليه السيّد، لأنه اتى بسابقة خطيرة وهي العزف على الوتر الشيعي – الشيعي، والأخطر ان جميل السيّد هو مسمار جحا السوري الأساسي في لبنان، وانه العين والأذن السوريتان في لبنان.. فلماذا يرمي حجارته اليوم حول رئيس مجلس النواب على مرأى ومسمع من «حزب الله» الذي احتضنه بقوّة في الانتخابات النيابية وأوصله بأعلى الارقام الى البرلمان؟

فهل بدأت العودة الى الزمن السوري عبر جميل السيّد الذي لاقاه في ذات اليوم نائب رئيس مجلس النيابي ايلي الفرزلي معلناً ان العودة الى العلاقات السياسية مع سوريا باتت ملحّة وضرورية وقبلها اعلن الوزير باسيل ان العلاقات الطبيعية يجب ان تعود بين لبنان وسوريا!

الله يستر: جبران باسيل رئيساً للجمهورية وجميل السيّد رئيساً للمجلس النيبي والفرزلي عرّاب عنجر السابق يعود الى الرقص على خط بيروت دمشق.

وعبد الرحيم مراد يقيس المسافة بين الخيارة البقاعية والسرايا الكبير.

على الأقل جميل السيّد لا يستطيع ان يكبت سرّاً فالجماعة عائدون..

والسؤال هل كان البقاع متخماً يوم كان السيّد يحكم لبنان في الزمن اللحودي؟!