كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي
الأسبوع الماضي، كتب لص رسالة اعتذار في مدينة وسط اليمن، بعدما سرق أجهزة كهربائية والكترونية بقيمة 500 دولار أميركي. ومما جاء في الرسالة:” أنا ما سرقت والله إلا من جوع، المعذرة منكم، أخوكم عبده أحمد”.
والإعتذار الثاني كان قد حصل في تكساس عندما عاد طالب جامعي إلى سيارته ليجد أن لصاً سرق حلوى “كيت كات” وترك له رسالة اعتذار، وأكد اللص في رسالته التي كتبها على منديل “محرمة” أن حبّه الشديد للشوكولاته وشعوره بالجوع دفعاه الى فتح السيارة التي لم تكن مقفلة وسرقها.
اللصوص الجائعون يعتذرون، فمتى يعتذر اللصوص المتخمون في بلادنا، في لبنان، حيث الذين يسرقون لا يقتصرون على الجياع، بل هم المتخمون الذين لا يسرقون الأجهزة الكهربائية والالكترونية أو الشوكولاته وحسب، بل هم يسرقون لقمة المواطنين ويصادرون مصادر رزقهم ويستبيحون لأنفسهم كل المحرّمات الأخلاقية والوطنية.
وإذا لم يعتذر اللصوص الكبار في لبنان، فإن اللبنانيين سيمارسون في الإنتخابات المقبلة ما مارسه المكسيكيون الأسبوع الماضي الذين قتلوا 133 مرشحاً عشية الإنتخابات النيابية التي جرت أمس الأحد خشية أن يصلوا الى الندوة البرلمانية.
اللبنانيون ليسوا سارقين لكن الجوع كافر، واللبنانيون قد يفقدون صبرهم ويفعلون أي شيء في بحر العتمة والجوع وإلا فليعيدوا إليهم الضوء واللقمة.
وإذا كان لصوص الجوع يعتذرون، علماً أنه يحق لهم ألّا يعتذروا، فلماذا لا يعتذر اللصوص المتخمون من الشعب في لبنان قبل أن تصل العدوى المكسيكية أليهم؟!.