فيما تؤكد هيلاري كلينتون ان استراليا هي للاستراليين وتحذر من تأثير الصين على سياسة البلاد، حذر خبراء آخرون ان تعاظم الاقتصاد في اندونيسيا سوف يجعل منها واحدة من الدول العظمى خلال عقود.
وفي الوقت الذي تتابع خلاله الصين الصعود والتأثير على سياسة استراليا الخارجية، خاصة في المنطقة، يبدو ان جارة استراليا الشمالية تسجل بدورها نمواً اقتصادياً.
ويناقش المحلل الاستراتيجي هيو وايت من الجامعة الوطنية الاسترالية اهمية ما تعنيه هذه التطورات بالنسبة لاستراليا في مقال تحليلي نشر في مجلة الشؤون الخارجية الاسترالية.
ويقول البروفسور وايت للـ ABC ان اندونيسيا البلد المجاور لنا ستصبح في نهاية المطاف دولة غنية للغاية، وبالتالي قوية للغاية، نحن لم نفكر حقاً في ما يمكن ان نفعله.
وقال ان الحكومة الاسترالية تقدر حالياً ان اقتصاد اندونيسيا سيكون ثلاثة اضعاف حجم اقتصادنا بحلول 2030، وربما تصبح رابع اكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2050.
وعلق قائلاً ان اقتصاد اندونيسيا يبدو مضحكاً لأنه غير منظم في اغلب الاحيان ويعاني من الفساد ويديره نظام قانوني سيء لكنه يتميز بمشاعر قومية تطبع القطاع التجاري. لكن الحقيقة هي انه منذ فترة طويلة يتابع هذا الاقتصاد نموه بمعدل 5 الى 6 في المئة سنوياً، ولا يبدو انه يوجد اسباب ظاهرة تمنع استمرار هذا النمو على المنحى عينه.
< اندونيسيا في مواجهة الصين.
وقال البروفسور وايت ان هناك نظرتان مختلفتان الى نمو اندونيسيا، فهي من ناحية تشكل تهديداً مباشراً على استراليا، كما انها تعتبر اداتاً استراتيجية محتملة لمواجهة للنمو الديناميكي للصين. وقال : لقد رأينا اندونيسيا تقليدياً كجار صعب للغاية وقريب جداً، ويمكن ان يهدد استراليا. واخذت استراليا بعين الاعتبار هذه المخاطر المجاورة، وركزت سياسة الدفاع لديها على امكانية حدوث نوع من الصراع مع اندونيسيا. لكنه شرح انه بمقدور اندونيسيا القوية ان تشارك استراليا مواقفها حيال ازمة بحر جنوب الصين وتشكل رصيداً هائلاً، لكنها لوحدها، لن تشكل تهديداً غير مسبوق واي طريق تختاره اندونيسيا قد يكون اكثر اهمية لمستقبلنا الاستراتيجي من اي شيء آخر، لأنها البلد الوحيد في المنطقة التي تتميّز بقوتها، ويمكن العمل معها للمساعدة في تأمين منطقة آمنة حيال تصاعد قوة الصين.