بقلم هاني الترك OAM
صدر تقرير في اجهزة الاعلام مفاده ان الاستراليين يعانون من ازمة الوحدة بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي اي بعد الناس عن بعضهم البعض.
فإن 17 في المئة من الاستراليين ليس لديهم اصدقاء لزيارتهم و13 في المئة لا يتحدثون مع جيرانهم لطلب المساعدة.. و18 في المئة ليس لديهم اي شخص للتحدث معه في الأيام الصعبة.
وتشير التقارير الصحية ان الاستراليين يعانون من الوحدة اكثر بكثير من المهاجرين.. وخصوصاً اكثر من ابناء الجالية العربية.. فإننا نحن العرب اجتماعيون ندق ابواب منازل بعضنا البعض للزيارة بدون مواعيد مسبقة.
اضافة الى ذلك فإن الثقافة الاجتماعية العربية محورها التماسك العائلي وافضل من باقي المجتمع الاسترالي.. كذلك فإن التقارب مع الجيران مع ابناء الجالية العربية افضل بكثير من المجتمع الاسترالي.. يقول المثل العربي «الجار القريب خير من خيك البعيد» .
ينجم عن الوحدة التوتر والامراض النفسية والجسدية .. فإن الشخص الذي يعاني من الملل نتيجة الوحدة يصرف طاقة سلبية ضارة.. في حين ان في الحياة الاجتماعية يصرف الشخص طاقة ايجابية مفيدة صحياً.
ان الحياة الاجتماعية هي العكاز الذي يرتكز عليه المصاب بمرض نفسي او التوتر للعلاج.. ففي الوقت الذي يوصي فيه الطبيب النفسي للمريض بأخذ اجازة بعيدة عن المجتمع في حين ان انخراط المريض في البيئة الاجتماعية يسهم في علاجه.. من هنا تكمن اهمية العلاقات الاجتماعية في الجالية العربية.
ادى انتشار التواصل الاجتماعي الى تقلص الروح الاجتماعية وازدادت نسبة الناس الذين يشعرون بالوحدة.
ان الوحدة هي بمثابة العزلة الاجتماعية .. فمع ان مواقع التواصل الاجتماعي كان هدفها التقارب بين الناس الا انها اصبحت عثرة امام التقارب .. فهي ابعدت الناس عن بعضهم البعض .. مع التسليم بأن ثقافتنا العربية هي افضل من الثقافة الاسترالية في هذا المجال.