ما كادت فرحة المرأة السعودية تصل الى «قرعتها» بقيادة السيارة، وما كادت تتقبّل التهاني من كل انحاء العالم على هذا الانجاز التاريخي حتى طالعتنا الأخبار في اليوم التالي (الاثنين) بخبر عن اول تحرّش بإمرأة سعودية تقود سيارة وكاد هذا التحرّش يتسبّب بحادث سير.
علماً ان 16 بالمئة من النساء العاملات في السعودية يتعرّضن لأعمال تحرّش من ارباب العمل، ويتوقع مراقبون ان تزداد حوادث التحرّش بعد السماح للمرأة بقيادة السيارة. ولم تفلح السعودية حتى الآن في سنّ قانون يعاقب المتحرشين بسبب معارضة بعض المرجعيات الدينية؟!
معلوم ان التحرّش في العالم العربي يبلغ مستويات قياسية. اذ اوضح تقرير عالمي مؤخراً ان مدينة القاهرة هي اخطر مدينة على النساء في العالم العربي وان نسبة التحرّش فيها بلغت رقماً قياسياً منذ ثورة 2011 وبلغت نسبة 95 بالمئة. وان معظم التظاهرات في مصر ليست للمعيشة ورفع الأجور بل هي احتجاج على عمليات التحرّش التي تتعرض لها النساء المصريات كل يوم.
وفي المغرب اضطرت الحكومة في شهر شباط الماضي الى سنّ قانون يقضي بعقوبة السجن للمتحرش بعدما اظهرت احصاءات ان 7 نساء من 10 نساء مغربيات قد تعرّضن للتحرّش سنة 2017.
كذلك اقرّت الحكومة الجزائرية قانوناً يجرّم التحرّش بعدما اثبتت آخر الاحصاءات ان 80 بالمئة من النساء الجزائريات يتعرضن للتحرش الجنسي، هذا العدد لا يلحظ اللواتي لا يبحن بحالات التحرّش بهّن.
امّا في لبنان الذي تتدنى فيه نسبة التحرّش الى 33 بالمئة فلا يوجد قانون يحدّد عقوبة المتحرّش حتى اليوم.
وفي الأردن بلغت نسبة التحرّش 53 بالمئة وفي معظم الاحيان تُتهم المرأة بالكذب وتصبح هي الضحية، إن شكت من التحرّش.
وفي العراق ازدادت نسبة التحرّش بالنساء في السنوات الأخيرة بشكل خطير, وفي استطلاع على 200 امرأة عراقية في بغداد صرحت 77 بالمئة منهمن انهن تعرّضن للتحرّش ، ورغم ان هناك قانوناً في العراق يحمي المرأة من التحرّش وتصل عقوبته الى سجن سنة لكنه لا يطبّق.
التحرّش هو سمة العصر العربي، لماذا؟!