بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
في الوقت الذي كان يسجّل فيه المنتخب الانكليزي ستة اهداف في شباك بنما، كانت رئيسة حكومة بريطانيا تيريزا ماي تسجّل هدفاً ذهبياً مزّق شباك بنيامين نتنياهو معلنة رفضها المطلق لاعتبار القدس عاصمة لاسرائيل وعشية زيارة الامير ويليام وزوجته الى الدولة العبرية.
المحافظون الانكليز، احفاد بلفور صاحب الوعد المشؤوم رفضوا الانسياق وراء دونالد ترامب في جموحه ضد الفلسطينيين، بينما ابناء عمومتهم المحافظون الاستراليون اعلنوا منذ اسبوعين في مؤتمرهم الاحتذاء بترامب ونقل السفارة الاسترالية الى اسرائيل حيث جابهتهم وزيرة الخارجية جولي بيشوب رافضة ذلك.
لم أُصفّق في حياتي لمنتخب الانكليز، لكنني مساء الأحد وانا اشاهد اهدافه تتوالى في شباك الحارس البنامي صفقت لهم، لأول مرة ليس تصفيقاً سياسياً بل رياضياً، صفقت لتريزا ماي وليس لبلفور وصفقت للعقلاء الانكليز وليس لطوني بلير.
والسؤال لماذا يستمرّ جون هاورد وطوني آبوت في قراءة كتاب آرثر بلفور في حين مزّقه احفاده الانكليز ولماذا يصرّ الاستراليون المحافظون على البقاء ملكيين اكثر من الملك ومتطرفين اكثر من ذوي التطرّف، يعيشون في سكرة اميركية تكاد تفقدهم اقتصادهم وامنهم وراحتهم إزاء غضب التنين الصيني.
ويعرف المحافظون الاستراليون انه لولا ونستون تشرشل لكان الحقنا الاميركيون باليابان، فلماذا لا يقتدون بأحفاد تشرشل؟!.