تدرس الحكومة الفيدرالية المتطلبات الجديدة للغة الانكليزية لكل من يسعى للحصول على الإقامة الدائمة في استراليا، بعد ان اظهرت الارقام ان ما يقارب مليون شخص في استراليا لا يستطيعون التحدث باللغة الانكليزية الأساسية.
وقال رئيس الوزراء مالكولم تيرنبل ان اي اختبار جديد سوف يقيس مستوى المحادثة باللغة الانكليزية او معرفة الانكليزية بالمستوى الابتدائي.
وتقبل استراليا سنوياً ما يقارب 190 الف مهاجر يقيمون في استراليا بشكل دائم. وفيما يطلب من الآباء في العائلات ان يثبتوا قدرتهم على فهم اللغة الانكليزية، فإن زوجاتهم واطفالهم هم معفيون من هذا الشرط.
وعلّق وزير التعددية الثقافية آلان تادجي ان هذا الواقع خلق حالة مثيرة للقلق بعد ان تبين ان ما يقارب المليون من سكان استراليا لا يتحدثون اللغة الانكليزية وهي اللغة الوطنية.
وقال ان هذا الواقع لا يصب في مصلحة هؤلاء المهاجرين كما انه ليس في مصلحة التماسك الاجتماعي، لأنه اذا لم نتمكن من التواصل مع بعضنا البعض، فإنه يصعب ان نحقق الاندماج الاجتماعي.
وكانت الارقام قد كشفت ان عدد من يجهلون اللغة الانكليزية يستمر في الارتفاع. في سنة 2016 وجد 820 الف مواطن مقيم يتحدثون بعض الانكليزية او يجهلونها بالكامل، بالمقارنة مع عام 1981 عندما لم يتجاوز عدد هؤلاء 300 الف شخص.
ويكشف تحليل جديد لبرنامج الهجرة في بعض المناطق ان واحداً من اصل ثلاثة اشخاص لا يتحدث الانكلزيية.
وقال وزير التعددية الثقافية تادجي ان الحكومة الفيدرالية عازمة على عدم تكرار التجربة لدى بعض البلدان الاوروبية حيث اصبح المهاجرون يؤلفون مجموعات معزولة ويكونون مجتمعات موازية. وقال: لقد تم بناء نموذج استرالي قائم على التعددية والتكامل حيث تندمج المجموعات الثقافية مع بعضها البعض، تلعب معاً وتعمل معاً. لكن لكي لا يحدث ذلك. يجب ان يكون لدينا لغة واحدة مشتركة.
وتنظر الحكومة الى عدد من الخيارات، من ضمنها دراسة اللغة الانكليزية الى اختبار اللغة الانكليزية.
ويحذر احد الخبراء من ان اعتماد اختبار اللغة الانكليزية اكثر صرامة في ظل تغييرات جوهرية لقوانين الجنسية يجب ان يستثني الاشخاص من خلفيات محرومة.
واعترف رئيس الوزراء تيرنبل بالقلق حيال المحاولة السابقة للحكومة في تشديد المتطلبات اللغوية للمهاجرين. وقال ان اي اختبار جديد سيبنى على القدرة للمحادثة باللغة الانكليزية ويكون بمستوىالصفوف الابتدائية وقال : يحب على الجميع ان يدركوا ان لدينا مصلحة ثابتة ومشتركة في القدرة على التحدث بلغة وطنية واحدة تسهل الانخراط في المجتمع.
ولقد ارغمت حكومة الإئتلاف على تغيير مقاربتها لهذه القضية بعد ان منع مجلس الشيوخ ادراج تغييرات مثيرة للجدل في قوانين الجنسية والتي تتطلب من المواطنين الجدد اتقان اللغة الانكليزية بمستوى الصف السادس او بالمستوى الجامعي، حسب ادعاء المعارضة.
وقد اثار هذا الاقتراح جدلاً مطولاً بين اعضاء اللجنة البرلمانية في مجلس الشيوخ اذ اعتبر البعض انه سيحرم العديد من المقيمين في استراليا من فرصة الحصول على الجنسية الاسترالية.
وكان وزير التعددية الثقافية تادجي انه امضى الاشهر الست الاخيرة لاقامة استشارات معمقة حول خطة الحكومة، ومن المتوقع ان يعرض مشروع قانون جديد مخفف الى البرلمان لمعالجة الوضعية المستعصية داخل مجلس الشيوخ.