قال الممثل اللبناني باسم مغنية إنه لا يستطيع أن ينصب نفسه نجم الشاشة اللبنانية حاليا لمجرد إطلالته في مسلسلين رمضانيين ناجحين «تانغو» و»كل الحب… كل الغرام». ويضيف: «هناك أسماء كثيرة تستأهل أن تحمل هذا اللقب، ولكن ليس بسبب كثافة أعمالها؛ بل لأنها استطاعت أن تقدم أداء جيدا في مسلسلات ناجحة استقطبت نسب مشاهدة عالية. فالنجومية تعود إلى تميز الممثل في عمل ناجح وسنحت له الفرصة لتحقيقها. فبرأيي كلمة (نجم) كبيرة جدا، ولا يمكننا التعاطي معها باستخفاف كما يحصل اليوم».

قد يصح القول إن هذا العام كان ذهبيا بالنسبة لباسم مغنية الذي غاب لفترة قصيرة عن الشاشة الصغيرة. فمع إطلالتيه في «تانغو» و»كل الحب… كل الغرام» استعاد نجوميته بسرعة وهو الذي يلقبونه اليوم بـ»فتى الشاشة اللبنانية». وكان قد سبق أن حقق مغنية نجاحا باهرا منذ نحو 4 سنوات، عندما لعب دور البطولة إلى جانب كارول الحاج في «ياسمينا» فشكلا معا ثنائيا محبوبا ينتظره اللبنانيون بشوق. ويعلق: «يعد الشريك في التمثيل عنصرا أساسيا، وبالنسبة لي ينطبق هذا الأمر على كارول الحاج. فهي برأيي من أهم الممثلات اللبنانيات، وإذا ما سنحت لها الفرصة في المستقبل فيمكن أن تصبح نجمة عربية. فهي إلى جانب أدائها الطبيعي ومواظبتها واجتهادها في أي عمل تقدمه، تملك ناحية إنسانية رائعة تنعكس إيجابا على شريكها في التمثيل وعلى باقي فريق العمل».

وعما إذا كان شعر بالخوف من الوقوف أمام ممثلة صاعدة ألا وهي شريكته في «تانغو» الممثلة دانييلا رحمة يوضح: «كانت لدي قناعة كبيرة بأن دانييلا رحمة ستنجح في دورها، لا سيما أن خيارات المخرج رامي حنا صائبة دائما. فلمجرد اقتراحها من قبله أدركت أنها ستكون في المكان المناسب، وهو ما حصل بالفعل، فحققت خبطة في المسلسل». وحول ما إذا كان هذا يعني أنه يجد فيها «ولادة نجمة» كما يتردد على الساحة، أجاب: «بالفعل هي ممثلة جيدة ونشيطة، وتهتم بأدق التفاصيل وتدونها كأنها تلميذة مجتهدة. كما أنها تقوم بأبحاث حول الدور الذي تتقمصه، وقد تكون من الممثلات القليلات اللاتي يكتبن هذا الكم من الملاحظات قبل دخول ساحة التصوير».

وعن رأيه في أدائه الشخصي في العملين المذكورين، يقول: «لقد أثبت نفسي في العملين على الرغم من اختلاف الشخصية التي لعبتها في كل منهما. كما لا يمكننا المقارنة بينهما بتاتا. فـ(تانغو) يعد من أعمال الدراما التي صرفت لها ميزانيات ضخمة، فيما (كل الحب… كل الغرام» أعتبره إنجازا بحد ذاته كونه صنع ضمن إمكانات مادية ضئيلة وحصد النجاح على الرغم من كل شيء». وعن السبب الذي ساهم في تحقيقه أعلى نسبة مشاهدة منذ الأسبوع الأول لرمضان وحتى الآن، يرد: «لأنه عمل صادق وقريب من الناس يخاطبهم بلغتهم البسيطة، وأبطاله يشبهونهم بشكل كبير. كما أن أسلوب المخرج إيلي معلوف السهل والسريع في تحريك ممثليه ساهم في ذلك دون شك، إضافة إلى القصة بحد ذاتها التي تعود بنا إلى فترة زمنية يفتقدها اللبناني بشكل عام. فهو يحن إلى مشهدها من جرار فخارية وطرقات ضيقة وطبيعة قروية… وغيرها من العناصر المشابهة في ظل الزحمة التي يعيشها في المدينة». ويختم هذا الموضوع فيقول: «يجب ألا ننسى أن هذا العمل يدخل في خانة المسلسلات النظيفة التي لا تشوه أو تسمم أفكار الأولاد، فيمكن أن يشاهدها جميع أفراد العائلة دون الخوف من مرور مقاطع غير صالحة لأعمار الأولاد».

لا يستخف باسم مغنية بأي دور يجسده أو بمخرج يتعاون معه، ويقول: «عندما أتقمص شخصية ما أغوص فيها حتى الذوبان، فأكون بالتالي مقتنعا بها. كما أنني أحرص على علاقة تعاون مع المخرج تنعكس إيجابا على العمل ككل. فعندما يعيش الممثل في الكواليس لحظات صداقة مع فريق العمل تتحول مهنته إلى متعة يلمسها المشاهد دون شك، وهو ما برز في (كل الحب… كل الغرام) بوضوح، لأن الفريق بأكمله كان يعيش الانسجام بعضه مع بعض».

ويفند باسم مغنية دوره في «تانغو»؛ المسلسل الذي أحدث ثورة بيضاء في عالم الدراما العربية، حيث استطاع أن ينافس بحبكته الذكية أعمالا مصرية وسورية يحسب لها ألف حساب. فهناك كم من الأسئلة يطرحها المشاهد على نفسه وهو يتابعه فيتفاعل معه بشكل مباشر. وعن دوره في هذا العمل، يقول: «لا شك في أن الدور الذي ألعبه في (تانغو) وأتقمص فيه شخصية (سامي)، فيه من الثقل ما أظهر أداء مختلفا… فهو يتعرض لأحداث جذرية في حياته تدور في قالب تشويقي، كما تتسبب له بعذابات كثيرة تظهر أحيانا مجتمعة في حلقة واحدة. أما في (كل الحب… كل الغرام) فأعيش متشردا رحالة بين منطقة لبنانية وأخرى، فيغيب الثقل الذي تحدثت عنه لتحل مكانه الحبكة البسيطة والسهلة».

صفحة جديدة يبدأها باسم مغنية اليوم مع «تانغو» الذي يعتز بمشاركته فيه ويعده من أفضل المسلسلات العربية المعروضة حاليا. ولكن هل ستتأثر قراراته المستقبلية بالنجاح الذي حققه في هذين المسلسلين؟… «حتى قبل مشاركتي في (كل الحب… كل الغرام) كنت قد حزمت أمري بأن أرفض أي عمل لا يضيف إلى الجديد. فلقد تلقيت عروضا لنحو 9 أعمال دراما، رفضتها جميعا لأنها لم تناسب رؤيتي المستقبلية. واليوم وبعد (تانغو) أصبح الموضوع محسوما. وقريبا مع عرض مسلسل (ثورة الفلاحين) سيكتشف المشاهد باسم مغنية في شخصية تختلف تماما عن سابقاتها وأعول عليها الكثير، لأنها جديدة بالنسبة لي أيضا وأجسد فيها دور مجرم».

وعما إذا كان يتابع مسلسلات رمضانية، يرد: «أتابع أعمالا رمضانية كثيرة كلما سنحت لي الفرصة لأني ما زلت أقوم بتصوير مشاهدي الأخيرة في مسلسل (تانغو). فأشاهد (طريق) و(كلبش) و(الحب الحقيقي) الذي برأيي يشهد نقلة نوعية في جزئه الثاني. كما أتابع (ضد مجهول) الذي كنت مرشحا للعب دور البطولة فيه إلى جانب غادة عبد الرازق، إلا أنني اعتذرت عنه لارتباطي بعمل آخر ولأسباب أخرى. وأحيانا كثيرة أشاهد (لعنة كارما) و(الهيبة ? العودة) و(كلبش)… وغيرها عندما يكون لدي وقت للقيام بذلك».

بحسب الممثل مغنية، فإن الدراما اللبنانية توجد اليوم على الطريق المطلوب. فبرأيه أن المشاهد العربي صار يعرف نجوم التمثيل في لبنان من خلال خلطة درامية عربية أثرت إيجابا عليه. إلا أنه في الوقت عينه يشير إلى أنها ونسبة إلى الأعمال السورية والمصرية لا تزال تعاني من ضعف في عملية بيعها إلى الأسواق العربية، و»لكن عندما ستقوى جميع إنتاجاتنا، فأتوقع تغييرا لها».

وعن سبب ركود الخلطة الدرامية العربية بعد غزارة إنتاجات تناولتها، يقول: «كانت أحيانا تستخدم دون أسباب مقنعة تتضمنها قصة العمل. ولكنها اليوم باتت تصنع بالشكل المطلوب، وهو ما لاحظناه في (تانغو) فكانت مكسبا فنيا له». أما عن رأيه بدخول العنصر اللبناني في عدد من الأعمال الدرامية المصرية، لا سيما في موسم رمضان، أمثال كارمن بسيبس (تشارك في «ليالي أوجيني») وستيفاني صليبا (تلعب البطولة في مسلسل «فوق السحاب»)، يوضح: «أحيانا تفرض قصة المسلسل على المنتج الاستعانة بالعنصر اللبناني، وهو ما ينطبق على هذين العملين وينعكس إيجابا على ممثلينا». ويتابع: «صار منتجو تلك الأعمال العربية يطلبوننا بالاسم، وهذا ما حصل معي في مسلسل غادة عبد الرازق الرمضاني (ضد مجهول)، الذي كان من المفروض أن ألعب فيه دور البطولة إلى جانبها وهو ما يمكنني وصفه بالإنجاز».