وزيرة الخارجية جولي بيشوب التي تعرف برصانتها وحسن اختيار كلامها وانضباطها، تخلت عن بعض مزاياها عندما واجهت غرفة التجارة الاسترالية البريطانية نهار الجمعة الفائت، واطلقت تقييماً صريحاً ومفاجئاً لعالم يشهد حالة من الاضطراب الشديد.
واطلقت جولي بيشوب تعليقات غير مسبوقة حول اهم احداث الاسبوع الماضي، بالرغم من حذرها في مواجهة الاضطرابات الجيوسياسية.
واعترفت بأنها كانت منزعجة لرؤية زعيم العالم الحر (ترامب) يتنازل الى مستوى رجل يشرف على معسكرات واسعة من السجناء السياسيين.
كما استغربت الاجواء التي سادت اجتماعات القمة السبعة وقيام الرئيس الاميركي دونالد ترامب بتوجيه عبارات نارية غاضبة الى رئيس وزراء كندا، جوستان ترودو، وهو ليس عدو تقليدي للولايات المتحدة.
وكان احد ممثلي غرفة التجارة الاميركية قد صرح قائلاً انه يوجد مكان خاص في الجحيم لجوستان ترودو، بينما علق ترامب ان لديه روابط خاصة مع كيم جونغ اون المعروف باسم Little Rocket Man اي رجل الصواريخ الصغير .
وعقبت بيشوب قائلاً: ان كندا تقاتل الى جانب الولايات المتحدة بينما تقوم الاخيرة ببناء صدامات مع كوريا الشمالية. فمن يدري ما الذي يحدث؟
وقالت بيشوب بسخرية طفيفة انها كانت متضايقة من الصور المرسلة من سنغافورة . هذه الصورة اصبحت مشوهة للغاية بسبب التناقض اللافت بين شعر رأس الزعيمين.
< ترامب قد يعطي الكثير
وصرحت بيشوب معربة عن تخوفها ان يمنح الرئيس الاميركي ترامب كوريا الشمالية اكثر مما تستحق. وقالت انها رفعت قدمها عن حنجرة كوريا الشمالية بعد ان رأت خطوات ملموسة وحقيقية هذه المرة.
ونصحت بيشوب الرئيس ترامب الا يقدم تنازلات او اية مساعدات دون سبب وجيه. فلا حاجة لوقف التدريبات العسكرية (لكوريا الجنوبية) او رفع العقوبات، مقابل لا شيء سوى بعض الوعود الفارغة التي سبق لكوريا الشمالية ان قدمتها عدة مرات من قبل.
ولفتت جولي بيشوب ان المسؤولين الاستراليين في السياسة الخارجية مثل كثيرين حول العالم، ما زالوا يشككون بشدة في نوايا ودوافع كوريا الشمالية. وقالت ان كوريا الشمالية لم تقدم اية تعهدات ملموسة للتخلي عن برنامج اسلحتها النووية وان الوثائق التي وقعها الزعيمان هي رقيقة ومبهمة بشكل مقلق.
وبالمناسبة تحدثت جولي بيشوب مطولاً عن المساعدات الاسترالية الخارجية. ولم تتردّد وزيرة الخارجية بالاعلان انها ترغب بالحصول على مساعدات اضافية لمواجهة التمدّد الصيني في دول المحيط الهادي.