القس الدكتور جُون نَمُّور

يقول الوحيُّ في الكتاب المقدس:”إن اعترفتَ بِفَمِكَ بالربِّ يسوعَ وآمنتَ بقلبكَ أنَّ اللهَ أقَامَهُ مِنَ الأمْوَاتِ خَلَصْتَ” (رومية 10). خلاصنا قائمٌ على مَغْفِرَةِ خَطَايَانَا بِذَبِيحةِ المسيح كقول الوحي:”ودَمُ يسوعَ المسيحِ ابنهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيّةٍ” (1يوحنا7:1). نَخلُص بالإيمان ونتمتّع بِعَطِيَّة الروح القُدُس والحياة الأبدية في المسيح وننتقلُ روحيّاً ومعنويّاً إلى حياة اللهِ في البِرِّ والقَدَاسَةِ بعكس الأشرار لكونهم: “مُظلمو الفكر ومُتجنبونَ عن حياة الله لسبب الجهل الذي فيهم بسبب غلاظة قلوبهم” (أفسس 18:4). بعدما ننال خلاص الله بنعمة المسيح نترك طريق الشَّر القديم: “لأنَّ زَمَانَ الحيَاةِ الذي مَضى يَكْفِينا لِنَكُونَ قد عَمِلنَا إرادَةَ الأُمَمِ سَالِكينَ في الدَّعَارَةِ والشَّهَواتِ وإدْمَانِ الخَمْرِ والبَطَرِ والمُنَادَمَاتِ وعِبَادةِ الأوثانِ المُحَرَّمَةِ الأمر الذي فيهِ يستغربونَ أنَّكُم لستُم تركضونَ معهم إلى فيضِ هذهِ الخَلاَعَةِ عَيْنِهَا مُجَدِّفِينَ الذين سوفَ يُعطُونَ حِسَابَاً للذي هو على استعدادٍ أن يدينَ الأحياءَ والأمواتَ” (1بطرُس 3:4).
أيضاً تقول كلمة الله لنا: “احْسِبُوا أنفُسَكُم أمْواتَاً عن الخَطِيَّةِ ولكن أحياءً للهِ بالمسيحِ يسوعَ رَبِنَا. إذاً لا تَملِكَنَّ الخَطِيَّةُ في جَسَدِكُم المَائِتِ لكي تُطِيعُوها في شَهَوَاتِهِ. ولا تُقَدِّموا أعضاءَكُم آلاَتَ إثْمٍ للخَطِيّة بل قَدِّموا ذَوَاتِكُم للهِ كأحْيَاءٍ مِنَ الأمواتِ وأعضَاءَكُم آلاَتَ بِرٍّ للهِ. فإنَّ الخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُم لأنَّكُم لستُم تحتَ النَّامُوسِ بَلْ تحتَ النِّعْمَةِ. فماذا إذاً. أنُخطئُ لأننا لسنا تحت الناموس بل تحت النعمة. حاشا. ألستم تعلمون أن الذي تُقَدِّمُون ذَوَاتِكُم له عبيداً للطاعة أنتم عبيدٌ للذي تُطِيعُونَهُ إما للخَطية للموت أو للطاعة للبِرّ. فَشُكراً للهِ أنكم كنتم عبيداً للخطية ولكنكم أَطَعْتُم من القلب صُورةَ التَّعليمِ التي تَسَلَّمْتُمُوهَا. وإذ أُعتقتم من الخطية صرتم عبيداً للبرّ. أتكلّمُ إنسانياً من أجل ضَعفِ جسدِكُم. لأنه كما قدّمتم أعضاءَكم عبيداً للنجاسة والإثم هكذا الآن قدّموا أعضاءَكم عبيداً للبرّ للقداسة” (رومية 6). هناك حياة قديمة وهناك حياة جديدة: “إن كانَ أحدٌ في المسيح فهو خَلِيقَةٌ جديدةٌ. الأشياءُ العَتِيقَةُ قد مَضَتْ. هُوَذَا الكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً. ولكن الكُلَّ من اللهِ الذي صَالَحَنا لنفسِهِ بيسوعَ المسيحِ” (2كو17:5). الكل من الله لأن الله في المسيح قد عمل العمل ونحن بالايمان استلمنا النعمة وعطية الحياة الأبدية ولا يقدر أحد أن يفتخر إلا بالرب.
إذاً، نتمتع بِفداء المسيح وحالا نُصبحُ من شعب الرب مُخلِّصين ومُقَدَّسِين ولنا حِمايَة سَمَاويّة: “[الله] وَلَدَنا ثانيةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ بِقِيَامَةِ يسوع المسيح من الأموات لِمِيرَاثٍ لا يفنى ولا يَتَدَنَّس محفوظٌ في السَّمَواتِ لأجلكم. أنتم الذين بِقُوَّةِ الله مَحْرُوسونَ بإيمانٍ لِخَلاَصٍ مُستَعَدٍ أن يُعلَن في الزَمَانِ الأخِيرِ” (1بطرس1). وحقيقة خَلاَصنا الأبدي بلحظة لا تخضع لأوهامٍ وادعاءاتٍ بل حقاً نصيرُ من كل وجه تحتَ حراسة إلهية دائمة: “السَّاكنُ في سِتْرِ العَليّ في ظِلّ القَدِيرِ يبيت… يُوصي ملائكته بِكَ لكي يحفظوكَ في كلِّ طُرقِكَ على الأيدي يحملونكَ لئلا تصدم بحجرٍ رِجْلكَ. لأنه تَعَلَّقَ بي أُنَجِيهِ. أُرَفّعهُ لأنه عرَفَ اسمي. يدعوني فأستجيب له.معه أنا في الضيق. أنقذهُ وأمجّده.من طول الأيام أشبعهُ وأريهِ خَلاصِي”(مزمور91؛ لوقا4). الله يحمينا من سلطة الخطية إذ صرنا أولاده، كقول المسيح:”بدوني لا تقدرونَ أن تفعلوا شيئاً” (يُوحنَّا 5:15). ولتقويّة إيماننا وتثبيت رجائنا قال المسيح: “خِرَافِي تسمعُ صوتي وأنا أعرِفُها فتتبَعُني. وأنا أُعطِيها حياةً أبَدِيّةً ولن تَهْلِكَ إلى الأبدِ ولا يَخْطَفُهَا أحدٌ من يدي” (يُوحنَّا 27:10). تنويه- إن سقطنا بزلّةٍ ما ندم بشدة ونطلب المغفرة لكي لا نتعرّض للتأديب الإلهي: “لأننا لو كُنَّا حَكَمْنَا على أنفسِنا لَمَا حُكِمَ علينا. ولكن إذ قد حُكِمَ علينا نُؤَدَّبُ من الربِّ لكي لا نُدَانَ مَعَ العَالمِ (1كو 31:11). كل مؤمن خُتِم بالروح القُدس واغتسلَ بدمِ المسيح (بالإيمان) لا تستهويه خطايا ومَلَذَّات العالم ولن تُسيطر عليه: مكتوبٌ: “الربُّ رَاعِيّ فلا يُعْوِزُني شيء… يَرُدُّ نفسي يهديني إلى سبُلِ البِرّ من أجلِ اسمهِ” (مزمور23). قال النَبِيّ مِيخَا: “لا تَشْمَتِي بِي يا عَدُوَّتِي [يا خطيّة]. إذا سَقَطْتُ أقُومُ. إذا جَلَسْتُ في الظُلْمَةِ فالربُّ نُورٌ لي” (مِيخَا7:7).
من لحظةِ التوبة وقبُول المسيح ربّاً وفادياً ومُخَلّصاً نتمتّعُ بِالسَّلام، كقول المسيح: “سَلاَمَاً أتركُ لكم. سَلاَمي أعطيكُم. ليسَ كما يُعطي العَالم أعطيكم أنا” (يُوحنّا 27:14). أيضاً: “وسَلاَمُ اللهِ الذي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وأفْكَارَكُم في المسيحِ يسوعَ” (فيليبي 7:4). هذه مَوَاعِيد الله الصَّادِقة ويُؤكّدُ الوحيّ هذه الحقيقة قائلا: “الرُوحُ [القُدُس] نَفْسُهُ أيضاً يَشْهَدُ لأرْوَاحِنَا أنَّنَا أولادُ اللهِ”(رومية16:8). فكلُّ مَنْ ليس عندهُ هذه الشَّهادة فعليهِ أن يُعيد حِسَاباته فلا ينام على حريرِ التَّدَيّن الكَاذِب ويهلك إلى الأبد لأنه مكتوبٌ: “من يُؤمِن بابنِ اللهِ فَعِندَهُ الشَّهَادَةُ في نَفْسِهِ. من لا يُصَدِّقُ اللهَ فقد جَعَلَهُ كَاذِبَاً لأنهُ لم يُؤمِنْ بالشَّهَادَةِ التي قد شَهِدَ بها اللهُ عن ابنهِ. وهذه هي الشَّهَادَةُ أن اللهَ أعْطَانَا حَيَاةً أبَدِيّةً وهذهِ الحَيَاةُ هيَ في ابنهِ. من له الابنُ فَلَهُ الحَيَاةُ ومَنْ ليسَ لهُ ابنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لهُ الحَيَاةُ” (1يوحنا 9:5). نُصلّي:”أيّها الربّ يسوع ارحمني واغفر خطاياي بذبيحتك المقدسة واملأني بروحك الطاهر لأنالَ بِكَ هِبة الحياة الأبديّة”. وأخيراً أهدي للآبِ والابنِ والروح القدس الإله الواحد المُثَلَّث الأقانيم المجد والإكرام والسُّجود والتعبّد الآن والى أبد الآبدين آمين.
مع محبة المسيح: راعي كنيسة غيلفورد العربية المعمدانية في سيدني القس الدكتور جون نّمور.