تنفس مليونا فلسطيني في قطاع غزة الصعداء فجر أمس الاول ، عندما توقف دوي الصواريخ وهدير محركات الطائرات الحربية الإسرائيلية، وتناولوا طعام السحور بعدما خيّم هدوء حذر على أجواء القطاع، بعد يوم عصيب تناولوا فيه طعام الإفطار على أصوات قذائف مدافع الاحتلال الإسرائيلي بدلاً من مدفع رمضان، فيما ظل طنين طائرات الاستطلاع من دون طيار “الزنانة” يقض مضاجعهم ويؤرق نومهم.
ومع رفع أذان الفجر إيذاناً بيوم صوم جديد، كانت تهدئة جديدة تدخل حيز التنفيذ بوساطة مصرية وعربية ودولية، بعد فشل تهدئة كان من المفترض أن تبدأ عند منتصف ليل الثلثاء – الأربعاء نظراً إلى مواصلة الطيران الحربي الإسرائيلي القصف، والرد الفلسطيني بقذائف هاون وصواريخ محلية الصنع.
وأكد مصدر مسؤول في “الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين” أنه “تم التوصل إلى اتفاق تهدئة في غزة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلية في رعاية مصرية، على أن تدخل حيز التنفيذ اعتباراً من منتصف الليل”.
وتزامناً، أعلن القيادي في حركة “الجهاد الإسلامي” أحمد المدلل التوصل إلى تهدئة عند منتصف الليل.
وبعد ذلك بساعات قليلة، أعلن عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” خليل الحية “التوصل إلى توافق بالعودة إلى تفاهمات التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي”. وقال الحية في تصريح مقتضب: “بعدما نجحت المقاومة في صد العدوان ومنع تغيير قواعد الاشتباك، تدخلت وساطات عدة خلال الساعات الماضية، وتم التوصل إلى توافق بالعودة إلى تفاهمات وقف النار في قطاع غزة” في إطار اتفاق التهدئة السارية المفعول منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع صيف عام 2014.
وفيما نفت إسرائيل التوصل إلى الاتفاق، شدد الحية على “التزام فصائل المقاومة الأمر إذا التزمه الاحتلال”.
وقال المسؤول الإعلامي لـ “الجهاد” داوود شهاب: “إن الفصائل الفلسطينية ستلتزم اتفاق التهدئة في قطاع غزة إذا تعاملت إسرائيل بالمثل”. وأشار شهاب في تصريح صحافي، إلى أنه “في ضوء الاتصالات المصرية مع حركتي الجهاد وحماس، تم التوافق على تثبيت تفاهمات وقف النار لعام 2014”.