أنطوان القزي
صباح الخميس الماضي، غداة الحفل الذي نظمته المؤسسة الاعلامية في سيدني تكريما لقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، دخلت مكاتب المؤسسة الاعلامية امراة على عتبة الثمانين من عمرها وهي تقول : «جئت لادعم الجيش اللبناني وقد تعذّر عليّ ان اكون مساء امس (الاربعاء الماضي) في الحفل الى الجانب الذين توافدوا للقاء قائد الجيش، وها انا اليوم جئت كي اعبّر عن حبي ودعمي لمؤسسة الجيش اللبناني اسوة بغيري».
تقدمتُ من المراة وسألتها :«مااسمك»؟، قالت :«مادلين رزق».
وسألتها :«من اين انتِ»؟، اجابت:«انا من جزين»
وسألتها ايضا:«لماذا تحملت عناء المجيء الى مكاتبنا»؟
:«لانني احب الجيش» واغرورقت عيناها بالدموع..
لم اشأ ان اطرح المزيد من الاسئلة، فدموعها كانت جواباً على اسئلة كثيرة
نعم انها محبة المؤسسة العسكرية، هذا العشق الوطني الذي يرافق اللبنانيين اينما وجدوا، وهذا الوفاء لإخوتهم وابنائهم وانسبائهم العسكريين لا يقدر بثمن، انه الوفاء للابطال الاحياء و الترحم على الشهداء الابرار والفخر بالقادة والجنود الساهرين على الجبال وعلى الحدود وكل مفارق الوطن، حراساً متيقظين عيونهم عصيّة على النعاس وقلوبهم تنبض عزة وشجاعة.
وحفل الاربعاء الماضي رسم خريطة الجيش الاغترابية التي لا تتسع لها المساحات، هذه الخريطة الذهبية التي تحضن كل اطياف الحضور اللبناني في العالم.
وكم كانت الابتسامات هي الاضواء الحقيقية، وكم كانت العيون تشع فرحاً، انهم جميعا يريدون ان يروا القائد، ان يسمعوه ويصافحوه لان حضوره هو النسمة المنعشة الاتية من جبال لبنان، يحمل سيف فخر الدين ويهزم الارهاب ويدحر فلوله ويجعل فجر الجرود يشرق فوق كل التلال ليلفّ الاقامة والانتشار.
المغتربون كلهم مادلين رزق بقلوبهم ودموعهم وبحبهم للجيش.