كشفت وزارة الدفاع الروسية عن مقتل أربعة مستشارين عسكريين روس وإصابة 3 آخرين خلال هجوم في محافظة دير الزور. في غضون ذلك، عاد الصراع بين تل أبيب وطهران إلى الواجهة أمس عندما جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تهديده بأن الدولة العبرية ستتصدى لإيران النووية و “لأي محاولة إيرانية لنقل أسلحة فتاكة إلى لبنان أو تصنيعها فيه”، في وقت أفادت باريس بأن خطتها لوضع آلية دولية من أجل الحل السياسي تهدف إلى زعزعة الشراكة الروسية – الإيرانية في سورية. بموازاة ذلك، تراجعت دمشق، بفعل ضغط روسي، عن التلويح بفتح معركة في الجنوب السوري، وسط أنباء عن قرب التوصل إلى صفقة لتقاسم النفوذ مع المعارضة في محافظة درعا. وربطت إيران إجراء انتخابات حرة في سورية بمغادرة “القوات الأجنبية غير الشرعية، وبينها أميركا”.
وفي تصعيد إسرائيلي ضد إيران، أكد نتانياهو أن الدولة العبرية “ستتصدى لأي محاولة إيرانية لنقل أسلحة فتاكة إلى لبنان أو تصنيعها فيه”. وقال خلال جلسة للحكومة أمس: “سنعمل على منع إيران من امتلاك الأسلحة النووية، وفي موازاة ذلك، سنعمل ضد تموضع طهران العسكري في سورية الموجه ضدنا”. واتهم النظام الإيراني بأنه “السبب الرئيس في حال عدم الاستقرار في المنطقة”، مشدداً على أن “المعركة ضد اعتداءات إيران لم تنته، بل لا تزال في أوجها”.
وفي ما يتعلق بالجنوب السوري القريب من الحدود مع إسرائيل، تراجعت دمشق عن الحديث عن فتح معركة في درعا والقنيطرة، في ما بدا رضوخاً جزئياً لطلب روسي. ووفق مصادر عدة، يُرجح التوصل إلى صفقة تقاسم نفوذ في المنطقة بحيث يسيطر النظام على الريف الشرقي لمحافظة درعا، فيما يكون الغربي الأقرب للجولان المحتل تحت سيطرة المعارضة، وبخط فاصل هو الطريق الدولي بين دمشق وعمان، على أن يسعى النظام إلى فتح معبر نصيب الدولي مع الأردن.
في المقابل، كان لافتاً تصريح المستشار الخاص لرئيس البرلمان الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الذي حض “القوات الأجنبية غير الشرعية الموجودة في سورية، ومنها أميركا” على المغادرة من “أجل التمهيد لإجراء انتخابات حرة بمشاركة جميع المواطنين السوريين في بلدهم”، مؤكداً تمسك طهران باستمرار قواتها في سورية.
وفي باريس، شرح مصدر فرنسي متابع للملف السوري، الاقتراح الذي قدّمه الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الرئيس فلاديمير بوتين حول إنشاء آلية تنسيق من أجل البحث عن حلٍ سياسي لسورية بين مجموعة دول “آستانة” (تضم روسيا وتركيا وإيران)، والمجموعة الصغيرة للدول، وقال إن الوصول إليه سيكون عبر خطوات. وقال: “في الوقت الحالي، يجب أولاً أن يؤكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بقاء الولايات المتحدة في المجموعة الصغيرة”، كما “ينبغي أن تكون هناك وسيلة أخرى كي يتم تقارب بين ما تناقشه المجموعة الصغيرة وما تتم مناقشته في آستانة من مواضيع بالنسبة إلى الحل في سورية”. وأوضح أن “باريس لا تتمنى أن يكون النقاش ثنائياً منفرداً بين واشنطن وموسكو، وترغب في تنظيم آلية عبر مبعوثين خاصين أو لجان متابعة أو دعوات توجه إلى البعض، كي ينشأ رابط بين ما يُناقش في آستانة وفي المجموعة الصغيرة، تخرج عنه صيغة سياسية مع الأمم المتحدة للانتقال السياسي”.
وأوضح أن الحسابات التي تدخل في الطرح الفرنسي هي أن خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، والتوتر الإسرائيلي- الإيراني يغيران المعطيات بالنسبة إلى روسيا وأميركا، و “إذا كانت موسكو لا تريد أن تتسع ساحة الحرب السورية في شكل يتجاوز قدرتها على السيطرة، فمن مصلحتها أن تتقدم بسرعة نحو إيجاد حل سياسي والضغط على رئيس النظام السوري بشار الأسد الذي لم يفاوض يوماً في شأن الانتقال أو الحل السياسي”. ورأى أن “روسيا الآن تعمل بالشراكة مع إيران في سورية، ولكن قانون المشاركة قائم على ألا يبالغ أحد الشريكيْن في التعامل مع الآخر. إيران حوّلت الحرب في سورية إلى حرب أوسع بكثير، وأخذ تدخُّلها طابعاً آخر مع المواجهة مع إسرائيل. وبما أن الأميركيين عازمون على إخراجهم من هذه الساحة، فقد تفكر روسيا في إيجاد صيغة للحل السياسي في سورية تضمن لها نهاية الحرب وسيطرتها الاستراتيجية على البلد”.
مقتل عسكريين روس في هجوم لـ «داعش» وتلويح دمشق بمعركة درعا يتراجع
Related Posts
كارولين كينيدي – العلاقات بين أستراليا والولايات المتحدة “لا تتزعزع”