بقلم / زهير السباعي .سدني
منذ بدء مسلسل أستانة المشؤوم والخياني قبل عام واستسلام مايسمى بالقوى الثورية وقياداتها وتوقيعها على اتفاقيات ماأنزل الله بها من سلطان وتخليها عن مباديء وثوابت الثورة أعطو النظام والمحتل الروسي والايراني لسورية الضوء الأخضر في تدمير الثورة وتحويلها الى نكبة، فخلال عام واحد حقق النظام وحلفاؤه في أستانة مالم يحققوه عسكرياً خلال ست سنوات، فقد استعاد السيطرة على ستون بالمئة من مساحة سورية بفضل المسار التفاوضي المتزامن مع المسار العسكري الروسي، تحول معها الشعب السوري الى شعب مهجر، لاتختلف نكبة السوريين عن نكبة الفلسطينيين، فالأداة واحدة والنهج واحد مع اختلاف اللاعب والنتيجة واحدة تهجير قسري ممنهج للسكان الأصليين والاستيلاء على أراضيهم وبيوتهم وممتلكاتهم وهذا ماهدد به الجنرال الروسي هيئة التفاوض في حمص وريفها الإبادة أو التهجير القسري، أستانة وسياسة الأرض المحروقة وفرض الأمر الواقع التي اتبعها المحتل الروسي آتت أٌكلها ونجحت وتم تجميع المهجرين في ادلب تمهيداً لإبادتهم قريباَ، لاشك خان قادة الفصائل الأمانة وباعو أنفسهم والثورة وثوابتها والحاضنة الشعبية لهم مقابل حفنة من الدولارات، ما أصعب أن يصبح المواطن مشرداً نازحاً ولاجئاً في وطنه الذي ولد وترعرع فيه؟ كيف سيرتاح ضميره ويقبل بالتهجير القسري واقتلاعه من أرضه والذهاب الى المجهول؟ كيف يتخلى عن تحويشة العمر مكرهاَ ويترك منزله الذي بناه بعرق جبينه ليستولي عليه غيره؟ لماذا يعاقب الملايين ويتم تهجيرهم قسراً لأنهم طالبو بحقوقهم المشروعة التي كفلتها لهم شريعة الغاب؟ ماهو الذنب الذي اقترفوه ليكون جزاءهم إما الإبادة أو التهجير؟ لقد صدمت بالصور والفيديوهات التي تناقلتها وسائل الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي عن هول وفظاعة المأساة للمهجرين الذين تركو في العراء وتحت المطر يواجهون مصيرهم بمفردهم، فلا مخيمات ولا ماء ولاطعام ولا غذاء ولا دواء، الاطفال يبكون جوعا وبرداً، الامهات في حيرة من أمرهم، كبار السن يبكون آلماً وحسرة ، غرقت الناس بالوحول والسيول والفيضانات، النداءات والمناشدات لم تصل الى مسامع وآذان المنظمات الانسانية التي اصيبت بالطرش، لقد أسمعت لو ناديت حياً لكن لاحياة لمن تنادي
أستانة أعادت تدوير النظام السوري ولوضع اللمسات الأخيرة على هذا التدوير ولكي يكتمل السيناريو الروسي استدعى بوتين رأس النظام الى منتجع سوتشي السياحي لبحث اللمسات الأخيرة للأزمة السورية، وصفت الزيارة بأنها زيارة عمل حيث أبدى رآس النظام استعداده للتسوية السياسية التي كان يماطل بها في جنيف وعندما كانت المعارضة تملك ورقة ضغط على الارض، ومع استانة تم استفراد المناطق الواحدة تلو الاخرى حسب اتفاقيات خفض التصعيد المفخخة والتي لم يلتزم بها الراعي والضامن الروسي، بوتين يعلن بأن الوضع في سورية أصبح ملائماً لتفعيل العملية السياسية وسيتم ارسال وفداً يمثل النظام الى الامم المتحدة لتشكيل اللجنة الدستورية وشدد بوتين على ضرورة إنسحاب جميع القوات المسلحة الاجنبية من سورية، أثار هذا التصريح موجة سخط واستنكار لبعض الدول التي لها تواجد عسكري في سورية، بوتين يريد الاستفراد بالكعكة السورية وإعادة الاعمار بعد ان طلب النظام السوري من المجتمع الدولي منحه اكثر من 400 مليار لاعادة الاعمار، اللافت في اللقاء توجيه رأس النظام تحية شكر وتقدير لبوتين وحكومته على الدعم الانساني اللامحدود للمواطنين السوريين، هل قصد بالدعم الانساني الصواريخ والقذائف والقنابل التي دمرت سورية وقتلت شعبها؟ هل نسي قصف الروس لقوافل الاغاثة الاممية وللمشافي ودور العبادة والجسور والطرقات؟ هل الذين تم تهجيرهم قسراَ وتشريدهم لم يكونو مواطنين سوريين؟ يلي استحو ماتو
أخيراً مع دخول النكبة السورية عامها الثاني لابد من اتخاذ موقف وطني ثوري موحد لمواجهة السيناريو الجديد الذي تم الاتفاق عليه في سوتشي بين بوتين ورأس النظام، يتطلب ممن تبقى من الشرفاء والنبلاء والمخلصين في المعارضة السورية الدعوة الى مؤتمر وطني لانتخاب وفداً تفاوضياَ يكون بديلاً عن وفد الرياض 2 الذي يمثل النظام بغالبية اعضائه ولا يمثل الثورة والشعب السوري، كما يجب ان يكون الحل سورياً وأن لايكون مستورداً وخاضعاً لأجندات خارجية
هاطاي تركيا