تتواصل تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، خاصة من الناحية التجارية حيث أشكال وأنواع اتفاقات التجارة بعد الخروج، وتأتي مسألة السلامة الغذائية على رأس المشكلات، حيث يخشى البعض من استيراد البلاد بعد الخروج منتجات لا تتطابق مع المعايير الأوروبية خاصة لحوم البقر الاسترالي المُعالج بالهرمونات.
ومن جانبها، أكدت المفوضية الاسترالية العليا، أنه لا يمكن إبرام صفة تجارية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلا إذا قبلت المملكة المتحدة استيراد لحوم البقر الاسترالي المُعالج بالهرمونات، وفي هذا السياق، رفض ألكسندر داونز، المعارض للاتحاد الأوروبي والذي ترك منصبه في المفوضية الأسبوع الماضي بعد أربع سنوات، المخاوف من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ووصفها بالأسطورة، قائلا «بالنسبة لاتفاقية تجارة حرة مع المملكة المتحدة، فمن غير المُرجّح أن تكون قضايا سلامة الأغذية مشكلة على الإطلاق»، مضيفا «ولم تثير الحكومة الاسترالية أبدا قضية لحوم لبقر المحقونة بالهرمونات مع الحكومة البريطانية، ولم تقدّم صناعة لحوم البقر الاسترالية أي تمثيلات لبريطانيا لدعم تصدير لحم البقر المحقون بالهرمونات»، كما رد على التقارير التي تفيد بأن صناعة اللحوم الأسترالية أصدرت ورقة إحاطة لوزراء بريطانيا تحثهم على إلغاء الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على بيع لحم الماشية المعالج بالهرمونات.
الحكومة البريطانية تريد توقيع الصفقة
ويحرص وزير التجارة الدولية، ليام فوكس، على توقيع اتفاقية تجارية مع أستراليا في أقرب وقت ممكن، ولكن المزارعين البريطانيين وجماعات حماية البيئة يضغطون على الحكومة لمعارضة أي واردات من منتجات اللحوم المُعالجة بالهرمونات، ومع ذلك، أصر داونر على أن صناعة اللحوم الأسترالية لا تهتم كثيرا بالسوق البريطاني لأنها تكافح بالفعل لتلبية الطلب في البلدان الآسيوية المزدهرة مثل الصين وإندونيسيان، قائلا «لست متأكدا من أنه سيكون هناك أي اهتمام خاص بتصدير لحوم البقر المحقونة بالهرمونات إلى المملكة المتحدة لأنها لن تكون أبدا سوقا كبيرة للحوم البقر، أسواقنا الكبيرة في آسيا ولا يمكننا حتى إشباع تلك الأسواق»، موضحا «إذا لم يكن هناك طلب على لحوم البقر المحقونة بالهرمونات، فلا فائدة من تصديرها للمملكة المتحدة، ومن المستبعد أن نثير هذه المسألة مع الحكومة البريطانية، كما أننا لم نقم بذلك»
وواصل الشكوى من الجدل القائم بشأن الأغذية الزراعية والتي يناقشها جماعات حماية البيئة، والتي خلقت الانطباع بأن الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لديها معايير صحية أقل.
استراليا تلتزم بمعايير السلامة
وقال «تُثار هذه القضية في سياق أولئك الذين يقولون لا يمكننا عقد صفقة تجارية حرة خارج الاتحاد الأوروبي، على افتراض أننا لا نمتلك معايير سلامة الأغذية أو لا نهتم بصحة الناس، من أين أتوا بهذه الفكرة، لا يتسمم أي شخص بسبب الطعام المنتج في استراليا، وعلى العكس لدينا الكثير من الطعام الطازج على رفوف السوبر ماركت».
وعلى الرغم من أن إنكار المسؤولين الأستراليين التقارير بشأن اللحم البقري المعالج بالهرمونات كونه حجر عثرة محتمل لمحادثات التجارة، فبعض منتجي اللحوم أشاروا إلى أنهم يرغبون في الوصول إلى سوق المملكة المتحدة.
وحذّرت ورقة إعلامية قدّمتها الصناعة إلى الوزراء البريطانيين من أن «المنتجين الأستراليين سيكافحون من أجل زيادة العرض إلى السوق البريطاني»، إذا لم يتم رفع الحظر بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كما قال داونر إنه شعر «بتفاؤل شديد» بشأن العلاقات بين المملكة المتحدة وأستراليا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى خطة منح التأشيرات المتحررة كمثال يمكن أن يجلب المزيد من الأطباء والممرضين الأستراليين إلى بريطانيا.
مخاوف في بريطانيا من اللحوم الأسترالية المحقونة بالهرمونات بعد مغادرة الاتحاد الأوروبي
Related Posts
صور حزينة تظهر لحظة دهس طفلة وجدتها من قبل سائق موقوف في جنوب غرب سيدني
أستراليا تنشق عن صف الولايات المتحدة وإسرائيل في التصويت بالأمم المتحدة لصالح السيادة الدائمة الفلسطينية