أنطوان القزي
بين «باتريوت» ميشال فرعون و«توماهوك» نقولا صحناوي، يخبئ سكان الأشرفية، المدوّر والرميل والصيفي رؤوسهم لأول مرّة منذ تموز سنة 1978 يوم تساقطت عليهم الراجمات السورية واضطرتهم للمكوث في الملاجئ طيلة مئة يوم.
يطل فرعون على الشاشة ليفتح مزرابه على الصحناوي عبر اتهامات بالاختلاس والسرقة واخفاء الحقائق، ليطلّ صحناوي بدوره ويفتح دلفته مهدّداً بسجن غريمه بعدما قدّم شكوى بحقه امام المدعي العام القضائي.
منذ استقلال لبنان كان يقال: معركة بيروت الاولى هي معركة مارونية تدار على ارض ارثوذكسية بمال كاثوليكي، فإذا بها اليوم تتحوّل كاثوليكية لعدة اعتبارات: اوّلها ان فرعون هو الرجل رقم واحد اليوم بعد البطريرك في الطائفة الكاثوليكية وثانيها ان صحناوي هو نائب رئيس التيار الوطني اي انه الرقم 2 في التيار بعد الوزير باسيل.
إذن هناك اعتبارات سياسية ومذهبية داخلية اكثر من مجرّد معركة بين مرشحين خصمين، لكن عقال الخصومة تفلّت من كل الضوابط وتجاوز المرشحون الخطوط المتعارف عليها حتى بات الناس لا يلتفتون الى البرنامج السياسي للرجلين بقدر ما يأخذهم هذا السجال الساخن الى العبارات المهينة بين مرشحين يمثلان المقعد الرمز لدى المسيحيين في لبنان!
فمن يحمل السيف وهو مرشح، فماذا سيحمل عندما يُنتخب او يُعاد انتخابه؟!