بقلم د. فريد البستاني
مرشح الشوف على لائحة التيار الوطني الحر
بعد أكثر من 35 عاما من التهجير وبعد أكثر من ربع قرن على انتهاء الحرب في لبنان، لم تزل قرى وبلدات الجبل شبه فارغة، ولم يزل أهله مشتتون في داخل الوطن وخارجه، فالعودة لم تكتمل بعد وذلك بالرغم من الوعود بالإنماء والتعويضات، ولكن وللأسف لم تدفع التعويضات لمستحقيها كما يجب، وحرم منها الفروع أي جيل الشباب، فعن أي عودة نتحدث؟ عودة في أحسن الأحوال يعود فيها شيبها ويغيب عنها شبابها، أما عن الإنماء فظل الغائب الأكبر، وأضحى الحرمان الصفة الملازمة «للعودة».
لقد رأيت وعشت كل ذلك، رأيت المعاناة في وجوهكم والأسى في قلوبكم، أحسست بوجع أولادكم وحزنهم وهم يدفنون أهلهم وأحبابهم في قرى النسيان، التي تسمى زورا مناطق العودة. وشعرت أنه قد آن الآوان لكي أقوم وإياكم بفعل يلبي طموح أولادكم ويعيد للجبل عزته والكرامة.
لقد قررت وتقدمت بترشيحي عن المقعد الماروني في الشوف معتمدا على تأييدكم وثقتكم، إيمانا مني أن وجود فخامة العماد الرئيس ميشال في سدة الرئاسة، سيعطي لقضيتنا كل النجاح لأنه من أكبر الداعمين لنا في مسيرة العودة وتحقيقها بشكل كامل.
ولهذه الغاية أعددت برنامجا انتخابيا أعدكم بالعمل على تحقيق كل بند من بنوده، وأطلب منكم محاسبتي في حال أخليت به، فأنا أنتمي إلى مدرسة عنوانها الوفاء، وإلى عائلة تاريخها المصداقية والشفافية.
1- العودة
إن البداية والنهاية تكمن في إقفال ملف المهجرين بصورة نهائية، وذلك بدفع التعويضات المستحقة وإعادة النظر بقيمة المبالغ المتبقية، وضرورة شمول الفروع وتحويل الوزارة إلى وزارة لإنماء مناطق العودة، وتخصيص المبالغ اللازمة لها، فمن المعيب أن تبقى صفة التهجير على جبين الوطن. إن أبناء الجبل هم مواطنون مثلهم مثل كل المواطنين اللبنانيين، ويتساوون معهم في الحقوق والواجبات، ولقد وضع هذا العهد عنوانا عريضا لمسيرته ألا وهو الإنماء المتوازن والعادل لمختلف المناطق.
2- الإنماء
إننا نعتبر الجبل منطقة منكوبة، فمنذ ما قبل التهجير والإنماء غائب عن قرانا وبلداتنا، تصوروا أننا نعاني مشكلة مياه في القرن الواحد والعشرين، فيما أخوت شناي كان قد حل هذه المشكلة منذ عهد الشهابي الثاني الكبير في أواخر القرن الثامن عشر، واستطاع جر المياه من نبع الصفا إلى قصر بيت الدين. وإن نبع الصفا لم يزل أحد أهم مصادر تزويد المياه لمناطق الشوف وإقليم الخروب، فيما تتكاثر الحاجة إلى المياه، من هنا عمل العهد على تنفيذ السدود في كل لبنان ومنها سد بسري، ومن هنا ضرورة العمل على زيادة عدد السدود والبحيرات الطبيعية في كل مناطق الجبل.
أما عن الطرقات والبنى التحتية فحدث ولا حرج، فمن المعيب أن تمتد الأوتوسترادات في بعض القرى وتتوقف عند أخرى، ومن المعيب أيضا أن تشمل الإنارة وشبكات الصرف الصحي قرى وبلدات معينة وتتوقف عند أخرى، وكأنما بلدات وقرى العودة ممنوع عليها الاستفادة من تقديمات الدولة.
أما عن القطاع الصحي والمستشفيات فتلك المصيبة الكبرى فالمريض لن يجد مستشفى في الشوف إذا اضطر لذلك، وإن مستشفى دير القمر الحكومي الغير منجز منذ االعام 2003 ، ولم يتم بعد تجهيزه بما يلزم لاستقبال المرضى، في الوقت الذي تغص فيه بلداتنا بعدد الأطباء الذين يودون مد يد المساعدة والعمل في حرمه.
أما عن القطاع التعليمي فيغيب التعليم الجامعي عن الجبل والمدارس الثانوية والتكميلية الرسمية إن وجدت، فإنها لا تتمتع بالمواصفات اللازمة لتحفيز الأهل لوضع أبنائهم فيها، فيضطرون مكرهين لاختيار المدارس الخاصة التي لا حول لهم ولا قوة لتحمل أعبائها.
أما عن الإدارات فإنها وللأسف تقع كلها في محيط جغرافي معين ولا تلبي حاجات العائدين، من هنا فإننا سنعمل على إنشاء مجمعات إدارية يستطيع العائد الوصول إليها وقريبة من مناطق سكنه، وعلى سبيل المثال لا الحصرسنسعى لاستحداث مجمع إداري حكومي في بلدة الدامور بالتعاون مع بلديتها، كذلك سنسعى لاستحداث فرع للمعاينة الميكانيكية في منطقة إقليم الخروب الجنوبي، في منطقة المطلة الجليلية، بدلا من استحداث مدن صناعية تساهم في تلويث البيئة الصحية وتحدث خللا في الميزان الديمغرافي
فرص العمل، تشكل البطالة وانعدام فرص العمل واحدة من أهم الأسباب التي تعيق العودة والسكن في الجبل، فالناس تتجمع حول أماكن العمل وكما يقول المثل العامي، مطرح ما بترزق بتلزق، من هنا يجب علينا المباشرة في خلق فرص عمل تمكن العائدين من الإستقرار في أرضهم وتحفز الناس للعودة والسكن والعمل في مناطق العودة، وإنني سأسعى لتحقيق عدة أهداف في هذا المجال أهمها.
?- ضرورة إعطاء العائدين الفرص للعمل ضمن إدارات الدولة ومؤسساتها، المتواجدة في مناطق الجبل.
?- إنشاء مدينة تكنولوجية في منطقة الدبيه، بحيث سأقوم بإنشاء بناء مجهز بالكامل بكل ما يلزم من اتصالات إنترنت عبر الساتلايت، وموارد طاقة مستمرة و كمبيوترات، تستوعب أكثر من 60 اختصاصيا، على أن تكون السنة الأولى مجانية أي أنني لن أستوفي فلسا واحدا منها، وفي السنوات الثلاث الأولى نقدم حوافز لإنجاح العمل. من ثم يصار إلى إنشاء بناء تلو الآخر لكي نحصل في النهاية على مدينة كاملة المواصفات للتكنولوجيا.
?- معالجة القطاع الزراعي الذي يعاني من مشاكل جمة تتعلق بكلفة الإنتاج العالية، والنوعية الغير تنافسية، من هنا ضرورة خلق تعاونيات زراعية كبيرة تخفف كلفة الإنتاج، ومن ثم التوجه نحو زراعة الفواكه الحمراء كما فعل المغرب، الذي يصدر إنتاجه إلى أوروبا والعالم ويحقق دخلا بمئات ملايين الدولارات. كذلك فإن زراعة الكرمة والتركيز على صناعة النبيذ من شأنه فتح آفاق واسعة للاستثمار الزراعي.
?- المشاريع السياحية يغيب الشوف ومعالمه عن الخارطة السياحية العالمية، وباستثناء قصر بيت الدين فإن المعالم الأثرية في دير القمر، ومدينة بورفيريون الأثرية على شاطىء الجية التي تضم أول كاتدرائية بيزنطية من القرن السادس، غائبة وقد تصبح أثرا بعد حين، إذا لم يتم العمل على الاهتمام بها.
نائب الأمة في حال انتخبت نائبا فإنني لن أكون فقط نائبا عن الشوف بل نائبا عن الأمة، وبالتالي سينصب اهتمامي على نشاطات تعالج مختلف المشاكل التي يعاني منها البلد وأهمها.
?- الدين العام تعتبر مشكلة الدين العام من أكبر المشاكل التي يعاني منها لبنان، وبصفتي إقتصاديا سأعمل ما في وسعي لحل هذه المشكلة، من طريق المساهمة بوضع التشريعات اللازمة لمكافحة الفساد والتشدد بتطبيق قانون الإثراء غير المشروع، والعمل على تطبيق مبدأ الشفافية، ومبدأ الثواب والعقاب في إدارات الدولة ومؤسساتها.
?- خطة الكهرباء والعمل على تطبيق خطة معالي الوزير جبران باسيل، التي تمت الموافقة عليها منذ العام 2010 .
?- عدم التوطين سن القوانين اللازمة للتشدد في منع التوطين، والعمل الجدي على إعادة النازحين السوريين إلى مناطق آمنة في سوريا.
هذا غيض من فيض ولكنني أعدكم أنني سأكون دائما وأبدا، إلى جانب فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي لولا وجوده لما كنت سأترشح وأخوض غمار الشأن السياسي. لقد وضع فخامة الرئيس الأسس لعملية التغيير والإصلاح الذي به أؤمن، كذلك سأكون من ضمن التكتل الداعم للعهد عنيت به تكتل التغيير والإصلاح.
وفي النهاية أقول وعدي لكم الإنماء فلنكن جميعا على الوعد والعهد، في السادس من أيار لنبني معا ما يستحقه لبنان، وثقوا أن الشوف هو قلب الجبل والجبل هو قلب لبنان.
عشتم عاش الشوف عاش فخامة رئيس البلاد عاش لبنان.