القس الدكتور جُون نَمُّور
تتهلّل الميديا العالمية بين الحين والآخر بأن برلمان هذه الدولة او تلك قدج وافق على تشريع زواج المثليين والاجهاض وما شابه. ومنذ عدة أيام وافقت ألمانيا ومالطا على تشريع زواج المثليين وسألت نفسي ألا يوجد من المسؤولين وأصحاب القرار مَن يغار على القيم الانسانية التي علّمَنا أيّاها الأنبياء والرُسُل وعلى رأسهم رب المجد يسوع المسيح البار؟ أم هل صار كلام الله في الكتاب المقدّس بلا قيمة وبلا كرامة ويُداس من الأشرار بكل وقاحة تحت أسم الحرية والانفتاح وما شابه؟! لكن ما طيّبَ قلبي هو ما قاله أحد النواب المسيحيين في برلمان مالطا حيث واجهَ جميع الأحزاب التي صوتت بجملتها لهذا التشريع. وقررت أن أكتب بشأن هذا النائب البطل دون معرفته لأمدحهُ ولأشكر الله علناً من أجله ومن أجل جميع المسؤولين الذين يقفون للحق بعزم وثبات. يُدعى هذا النائب أدوين فاسيلو (Edwin Vassallo) وهو النائب أوحد الذي صوّت ضد تشريع زواج المثليين وقال: الامر لا يتوافق مع ايماني الكاثوليكي ومالطا تُعتبَر دولة مسيحية ويجب ان تحترم التعاليم الكاثوليكية. وقال عبارة يجب أن ينتبه إليها كل نائب في كل برلمانات الأرض: «لا أقدر أن أترك ضميري خارج الباب» أي خارج باب البرلمان. للأسف، كم وكم تصطدم بضمائر السياسيين مطروحه خارج أبواب البرلمانات فيعملوا مصالحهم وليس الحق.
نحن بحاجة لرجال يقفون في وجه الخراب الأخلاقي والأدبي والروحي كما فعل رب المجد يسوع الذي وقفَ للحق ليُعالج النزف البشري بسبب الخطايا والآثام. فقدَّمَ نفسه ذبيحة فوق عود الصليب فلا نعود نُستعبَد للخطية بل نتمتع بالحرية الحقيقية والحياة الأبدية المجيدة (رومية 6). ولا ننسى القديس العظيم يوحنا المعمدان الذي واجه الملك هيرودس الطاغية وقال له لا يَحِل لكَ ان تأخذ إمرأة أخيك زوجة لكَ (متى 14)، فدفعَ حياته ثمناً للحق إذ قُطع رأسهُ. كثيرون من رجال الدين المسيحي وغيرهم لا نسمع منهم إلا كلمات خجولة بهذا الشأن بسبب مصالحهم الخاصة وتجدهم لا يخدمون إله الحق بل إله هذا الدهر إبليس (يوحنا 30:14؛ أفسس 1:2).
الله أقامَ الأنبياء ليقولوا للشعب كلامه لا أزود ولا أنقص. قال لأرميا النبي: «إلى كل مَنْ أُرسِلك اليه تذهب وتتكلم بكل ما آمرك به…17 أما انت فنطّق حقويك وقم وكلمهم بكل ما آمرك به. لا ترتع من وجوههم لئلا أريعك امامهم. 18 هانذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة وعمود حديد واسوار نحاس على كل الارض. لملوك يهوذا ولرؤسائها ولكهنتها ولشعب الارض»(ارميا7:1). وقال الله لموسى: «أنت تتكلم بكل ما آمرك. وهرون اخوك يكلم فرعون ليطلق بني اسرائيل من ارضه»(خروج 2:7). وأما النبي ميخا فقال: «حَيٌّ هو الرب ان ما يقوله إلهي فبهِ أتكلم» (2أخبار13:18). وقال الرب لحزقيال النبي: «يا ابن آدم انا مُرسلك الى بني اسرائيل الى امة متمردة قد تمردت عليّ. هم وآباؤهم عصوا عليّ الى ذات هذا اليوم.4 والبنون القساة الوجوه والصلاب القلوب انا مرسلك اليهم.فتقول لهم هكذا قال السيد الرب.5 وهم ان سمعوا وان امتنعوا.لانهم بيت متمرد.فانهم يعلمون ان نبيا كان بينهم» (حزقيال3:2). وقال له الرب أيضاً: «يا ابن آدم قد جعلتك رقيبا لبيت اسرائيل. فاسمع الكلمة من فمي وانذرهم من قبلي.18 اذا قلت للشرير موتا تموت وما انذرته انت ولا تكلمت انذارا للشرير من طريقه الرديئة لإحيائه فذلك الشرير يموت باثمه اما دمه فمن يدك اطلبه 19 وان انذرت انت الشرير ولم يرجع عن شره ولا عن طريقه الرديئة فانه يموت باثمه.اما انت فقد نجيت نفسك.20 والبار ان رجع عن بره وعمل اثما وجعلت معثرة امامه فانه يموت.لانك لم تنذره يموت في خطيته ولا يذكر بره الذي عمله.اما دمه فمن يدك اطلبه.21 وان انذرت انت البار من ان يخطئ البار وهو لم يخطئ فانه حياة يحيا لانه انذر وانت تكون قد نجيت نفسك» (حزقيال 17:3). وفي الإرسالية العُظمى قال الرب يسوع لتلاميذه: «فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس 20 وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به. وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر. آمين»(متى 19:28).
ويشهدُ الروح القُدس لأمانة القديس العظيم بولس الذي خدمَ الرب ولم يخدم مصالحه الشخصية بالآتي: «ومن ميليتس ارسلَ الى أفَسُس واستدعى قُسُوس الكنيسة 18 فلما جاءوا اليه قال لهم انتم تعلمون من اول يوم دخلت اسيا كيف كنت معكم كل الزمان 19 اخدم الرب بكل تواضع ودموع كثيرة وبتجارب اصابتني بمكايد اليهود.20 كيف لم أؤخر شيئا من الفوائد الا واخبرتكم وعلمتكم به جهرا وفي كل بيت.21 شاهدا لليهود واليونانيين بالتوبة الى الله والايمان الذي بربنا يسوع المسيح….. 26 لذلك أشهدكم اليوم هذا اني بريء من دم الجميع.27 لاني لم أؤخر ان اخبركم بكل مشورة الله 28 احترزوا اذا لانفسكم ولجميع الرعية التي اقامكم الروح القدس فيها اساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه.29 لاني اعلم هذا انه بعد ذهابي سيدخل بينكم ذئاب خاطفة لا تشفق على الرعية.30 ومنكم انتم سيقوم رجال يتكلمون بامور ملتوية ليجتذبوا التلاميذ وراءهم….36 ولما قال هذا جثا على ركبتيه مع جميعهم وصلّى.37 وكان بكاء عظيم من الجميع ووقعوا على عنق بولس يقبلونه.38 متوجعين ولا سيما من الكلمة التي قالها انهم لن يروا وجهه ايضا.ثم شيعوه الى السفينة.
باختصار الله يُحب الناس ويريد خيرهم وخلاصهم ولكنهم بسبب ابتعادهم وشرورهم يجلبون على أنفسهم الغضب: «لأن غضبَ اللهِ مُعلنٌ من السماء على جميعِ فجورِ النَّاسِ وإثمِهِمِ …. الذين اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بالكَذِبِ واتقوا وعَبَدُوا المَخْلُوقَ دُونَ الخَالِقِ الذي هو مُبَارَكٌ إلى الأبَدِ آمين. لذلك أسْلَمَهُم اللهُ إلى أهْوَاءِ الهَوَانِ. لأنَّ إنَاثَهُمُ اسْتَبْدَلنَ الاستعمالَ الطَّبيعيَّ بالذي على خِلاَفِ الطَّبِيعَةِ. وكذلكَ الذُكورُ أيضاً تاركينَ استمعالَ الأُنْثَى الطبيعي اشْتَعلُوا بِشَهْوَتِهِم بَعضِهِم لبعضٍ. فاعلينَ الفَحْشَاءَ ذُكُورَاً بذكورٍ ونائلينَ في أنفُسِهِم جَزَاءَ ضَلاَلِهِم المُحِقَّ. وكما لم يَسْتَحْسِنُوا أن يُبْقُوا اللهَ في مَعْرِفَتِهِم أسْلَمَهُمُ اللهُ إلى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ ليفعلوا ما لا يَلِيقُ. مملُوئينَ من كُلِّ إثمٍ وزِنَاً وَشَرٍّ… ألخ» (رومية18:1). نُصلّي: «ارحمني أيّها الربّ يسوع المسيح واستر عَورَة خطاياي بدمكَ الطاهر لأنال بكَ المغفرة والحياة الأبدية». وأخيرا أهدي للآبِ والابنِ والروح القدس الإله الواحد المُثَلَّث الأقانيم المجد والسجود والتعبّد الآن والى أبد الآبدين آمين.
مع مَحَبَّة المسيح:راعي كنيسة غيلفورد العربية المعمدانية/سِيدْنِي، القس الدكتور جُون نَمُّور.
130-132 Orchardleigh Street, Guildford, 2161, Tel: 96320300,
www.arabicbaptist.net