بقلم / رئيس التحرير

أنطوان القزي

حبّة الأسبرين الاميركية في سوريا ليست بحجم تهديدات دونالد ترامب، بل هي حفظ لماء وجهه بعدما جوبه بالرفض الروسي، ولم يقدم ترامب على ضربته «اللطيفة» في سوريا دون تنسيق مسبق ودقيق مع الرئيس الروسي.
ما حصل في سوريا فجر السبت الماضي هو جزء من المسرحية الاميركية التي تحتاج لبقاء الأسد رئيساً حتى يتمّ الفرز السكاني المذهبي، وحتى تتظهّر ملامح وحدة المعارضة.
وما حصل في الاماكن المستهدفة جعل العالم يسخر من الاميركيين والانكليز والفرنسيين لأن مثله يحصل كل يوم من قبل طيران النظام السوري ومنذ سنوات…
فلماذا هذا التطبيل والتزمير من فضائيات العم سام واوروبا واسرائيل والعرب لعمل عسكري يكاد يكون اقل من روتيني.
العالم كله يدرك إن مئات الآلاف من السوريين قتلهم سلاح غير كيميائي وان مدنهم دمرها سلاح غير كيميائي وان ملايينهم التي تهجرت الى اوروبا وتركيا والاردن ولبنان وسواها، هجرّها سلاح غير كيميائي، فلماذا لم تتحرّك يومها حمية الاميركيين وحلفائهم، وهل هناك ضحية بسمنة وضحية بزيت؟!
وهل ضحايا براميل البارود يختلفون عن ضحايا الكيميائي؟!
حتى الآن المنتصر في سوريا هو فلاديمير بوتين وحليفه بشار الأسد ونقطة على السطر، الى ان يثبت دونالد ترامب عكس ذلك، وعلى الخليجيين الاّ يسيروا في هذه الكذبة الاعلامية. لأن هناك فرق بين العملية الجراحية وحبّة الاسبرين؟؟