بقلم هاني الترك OAM
كان في الماضي منذ نحو اربعين عاماً يُعمل في استراليا بنظام جمع العلب والزجاجات الغازية والروحية الفارغة وبيعها من اجل كسب بعض النقود والحفاظ على البيئة بإعادة تصنيعها.
ومنذ فترة وجيزة تقرّر في اجتماع لوزراء البيئة في الولايات والمقاطعات مع الوزير الفيدرالي جون فرايدنبرغ بإعادة العمل بالنظام القديم بجمع الزجاجات والعلب الفازغة نظير عشرة سنتات لكل زجاجة.
ويقوم النظام على اساس فرض شركات المنتجات الروحية والغازية عشر سنتات على كل زجاجة وعلبة قبل بيعها.
وتحضرني واقعة من تاريخ الجالية الفلسطينية في استراليا كالآتي:
كان القس الفلسطيني الراحل غوردون بوتاجي شقيق قنصل الاردن الفخري في ذلك الزمن شارلي بوتاجي ضليعاً باللغة الانكليزية في حين ان معظم المهاجرين الفلسطينيين كانوا يتعثرون في اللغة الانكليزية ويعملون في المصانع.. والجالية كانت قليلة العدد.. كان القس بوتاجي وطنياً من الدرجة الاولى يدافع عن القضية الفلسطينية في عظاته وفي احتكاكه مع افراد المجتمع الاسترالي.. في الوقت الذي كان فيه الرأي العام الاسترالي واجهزة الاعلام الاسترالية والحكومة الاسترالية كلها ضد الموقف الفلسطيني والعربي وكلها مساندة للموقف الاسرائيلي وتتعاطف معه.
كان القس بوتاجي يجمع الزجاجات الفارغة ويبيعها من اجل تغطية ثمن طوابع البريد التي كان يضعها على رسائله الى نواب البرلمانات في استراليا شارحاً القضية الفلسطينية العادلة مدافعاً عن حقوق الفلسطينيين.. وكان ايضاً يدفع من بيعه الزجاجات الفارغة ثمن المقالات التي تنشرها الصحف الاسترالية عن القضية الفلسطينية.. رحم الله القس بوتاجي فكان رائداً في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
ولكن في السنوات الاخيرة تغير الوضع واصبحت نسبة الاستراليين الذين يؤيدون الحق الفلسطيني اكثر من الذين يؤيدون اسرائيل.. فقد كبرت الجالية وظهر الجيل الثاني.. وهناك جمعيات فلسطينية تعمل للقضية الفلسطينية فلم يعد احد من ابناء الجالية يجمع الزجاجات الفارغة مثل القس بوتاجي من اجل التنوير بالحق الفلسطيني كما كان في السبعينات من القرن الماضي.