بقلم / رئيس التحرير

أنطوان القزي

الى اين يسير الاوروبيون بعد نتيجة الانتخابات الايطالية الأخيرة التي انتصر فيها اليمين المتطرّف وعلى رأسه حزب الشمال الايطالي الداعي الى الانفصال والمناهض لاستقبال اللاجئين؟.
يأتي هذا الفوز بعد اسابيع شهدت تكاثر التعديات على اللاجئين في المدن الايطالية وبوتيرة متسارعة.
قبل ايطاليا برز التطرّف بقوة في المجر والتشيك وحتى السويديون المعروفون بتعاليهم على العصبيات وكذلك جيرانهم الفنلنديون باتوا يتململون من بيئة اللجوء الجديدة لديهم.
امّا في المانيا، فحدّث ولا حرج حيث تضيق الصحف المناطقية بتعديات وسرقات يقوم بها لاجئون وتكاد اخبار هؤلاء تطغى على اخبار المواطنين الألمان..تماماً مثل الشريط الامني اليومي في لبنان معظم ابطاله ليسوا لبنانيين.
والسؤال هل تستطيع اوروبا بعد اليوم ان تقوم بأية ردّة فعل حتى ولو ربح اليمين في معظم دولها، الجواب طبعاً لا، لأن حرب الضواحي الباريسية ما زالت ماثلة في الاذهان ولا تستطيع اوروبا ان تتحمل حروب ضواحٍ باريسية في مدنها لأن الكلفة ستكون كبيرة وان لا شيء سيتغيّر على الأرض.
بالمختصر لا اليسار ولا اليمين استطاعا ان يقدما جديداً لأوروبا في نصف القرن الأخير وليس عليها إلاّ ان تختار اما اليمين وحرب ضواحٍ جديدة وإما الاعتدال؟.