أنطوان القزي
بين القلم والمبضع حكاية تواصل نزفت من الحبر والدم بلاسم الشعوب، فأورقت معها ملامح الملهمين واتسعت روافد الرجاء.
ليس غريباً ان يجمع رجل قلماً ومبضعاً وفكراً ثاقباً وقلباً خافقاً بالعطاء، وليس غريباً ان يختصر عبقريٌ رحلة الدياسبورا اللبنانية بين المحابر والمنابر لترتفع به الأوسمة فيرفع الوطن الى عرشه الكوني.
فيليب سالم، من كورة الذهب اطلّ موعداً، ومن وطن الحرف امتطى نجوماً، وتحت كل سماء زرع أرزةً.
هذا المفكّر الطبيب والبحّاثة النجيب، له من المواقف ما يرفع، ومن المحطات ما يُغني : مشرقيٌ منذ كانت الأقباس، لبنانيٌ مع طلوع كل شمس، أوقد في الغرب دفء الحضور، فهدأ الروع وانجب الدواء، وافر التواضع جامع الأمجاد.
هذه الدياسبورا تتألق مع فيليب سالم وبه، تحمله ويحملها ليحطّا معاً هذه الليلة في قاعة الجامعة الكاثوليكية في سيدني ليتحدّث هو ونسمع نحن، فيمنحنا حبور ذاك الوطن الملحمي ويحدّثنا عن الانتشار اللبناني وهو الذي ألبس هذا الانتشار سواره اللمّاع.
واجود الثمار تنضج حين يطلق البروفسور فيليب سالم هذا المساء كتابه الجديد «من جلجلة السرطان الى قيامة لبنان» .
كم يفخر اللبناني، حين يركن الى عظيم من عندنا، يختصر كل المؤسسات، سفيراً عالماً، باحثاً، منقّباً وراسماً امبراطورية فكرية لا تغيب عنها الشمس، لا نكاية بالانكليز بل رسالة لنا جميعاً برسم الاتعاظ وامثولة برسم التلقي.
وعلى الرحب والسعة يا حضرة البروفسور فنحن الضيوف وانت رب المنزل.