بقلم  / كندة سمارة

جون براون (John Brown) الرجل الأبيض والذي كان من أشذ المدافعين عن حقوق السود وتحريرهم من العبودية. المثير في قصة براون ليس فقط لأنه أبيض ناضل للدفاع عن حقوق السود، بل المثير الظروف التي تسببت في موته. فحين قرر مع مجموعة كانت معه لشن هجوم على موقع بهدف تحرير السود من مكان احتجازهم… وكان عاقداً آماله في مساعدتهم له وذلك لتسهيل عملية تحريرهم … إلا أنّ المفاجأة كانت يأن خوف السود أقوى من شجاعة براون… فتمّ القبض عليه وحكم عليه بالإعدام شنقاً عام 1859.
السؤال يكمن عن السبب الذي دفع براون ليقوم بهذا العمل البطولي وهو رجل أبيض… وغير مضطر ليحارب حرباً ليست حربه أساساً، وخصوصاً أنه سيعرض نفسه وحياته للموت، وقد مات فعلاً ثمناً لذلك.
هناك «لعنة» إن جاز التعبير تصيب بعض الناس فتجعلهم يشعرون بآلام الآخرين وكأنهم يمرون بنفس لحظة الظلم والوجع، فهم يشعرون بالآخر لأنه شقيقهم في الانسانية… فهم عندهم الإيمان بأن كل فرد له كامل الحق بأن يتساوى مع غيره بالحقوق إلى أن يصل للسعادة المطلقة… المشكلة في هذه اللعنة أنها تنزع من صاحبها أي شعور بالخوف أو الرعب من النتائج المحتملة… فالهدف النبيل هو الغاية ويجب الوصول إليه.
صحيح أن جون براون مات… والسود الذين رفضوا مساعدته أيضاً ماتوا بعد فترة… لكن الفرق بأنه مات سيد وهم عاشوا وماتوا مستعبدين.