بقلم / هاني الترك  O A M

نيك نيومن المجرم العتيد المعتدي جنسياً على 6 اطفال ابرياء وخنق شخصاً آخر كان من المقرر ان يمثل امام المحكمة لمحاكمته بالتهم.. ولكن فشل بالمثول امام المحكمة.. وفر من وجه العدالة وكانت الشرطة تبحث عنه لحماية المجتمع من جرائمه البشعة.
علمت الشرطة بوجود المتهم نيومن يحتسي الكحول في احدى الحانات.. فأسرع السيرجنت جون بريدا مع شرطي آخر لإلقاء القبض على نيومن.. الا ان لاخير طعن بريدا بالسكين وهدد بقطع عنقه.. مما إضطر الشرطي الاخر الى اطلاق النار على نيومن وأرداه قتيلاً.
نُقل السيرجنت بريدا الى المستشفى وخضع لعملية جراحية عاجلة وهو في حالة خطرة ولكن مستقرة.. وهو الحاصل على ميدالية وطنية لخدماته الجليلة للمجتمع من رئيس الوزراء عام 2015. وبهذه الجريمة البشعة اليكم هذا المقال عن ماذا يدور في عقل المعتدين جنسياً على الاطفال:
بول رجل مطلق.. وسارة إمرأة مطلقة.. التقيا في حفل وتصادقا.. قادتهما الصداقة الى قفص الزواج.. وهو له اولاد من الزواج السابق.. وهي كذلك لها اولاد.. بعد ان تعمقت العلاقة الزوجية بينهما كشف بول سره الى ساره.. فهو يعشق الاطفال.. والجنس مع الاطفال.. أصيبت سارة بالصدمة الحادة وأرادت ان تهجره.. فإن المجتمع يخشى من المعتدين جنسياً على الاطفال ويحتقرهم.. ويود ان يلفظهم بعيداً بعيداً.. حتى حينما يقبض عليهم وتصدر عقوبة السجن في حقهم يعاقبهم السجناء ويعتدون عليهم في السجن.. وفي بعض الاحيان يقتلونهم.. ارادت ساره ان تهجر زوجها بول مع انها تحبه.. فهي مؤمنة بالله وترى ان بول بحاجة الى الحب والحماية العاطفية والنفسية.. فقررت العيش في منطقة بعيدة عن الناس والاطفال.. في مكان نائي في المقاطعة الشمالية.. كان بول يعاني نفسياً من مشكلة حادة.. فقد اعتدى على الاطفال في السابق وتستبد به فكرة الاعتداء.. فذهب الى مركز الشرطة واعترف بجرائمه.. واطلق سراحه على ان يمثل للمحاكمة في وقت قريب.
وهو يتلقى العلاج النفسي للسيطرة على الشبق الجنسي الذي يتسلط عليه.. وهو يقول انه لا ينجذب جنسيا الى الاطفال فحسب.. ولكن عاطفياً ايضاً.. فهو يعشق الاطفال ويود ان يحضنهم ويعانقهم.. ويعاني من مرض الاكتئاب النفسي الحاد.. والصراع النفسي المدمر.. وحاول الانتحار عدة مرات.. وحينما عرف ان السجناء يعتدون على المدانين بجرائم الاعتداء الجنسي على الطفل ويقتلونهم في السجن.. ارتاحت نفسه وتمنى ان يحدث ذلك له حتى يقضي على حياته.
ان المغرمين بممارسة الجنس مع الاطفال يعانون من شذوذ نفسي رهيب.. وبالطبع من انحراف جنسي فظيع.. وهم بحاجة الى العلاج اثناء فترة العقاب في السجن.. ومراقبة سلوكهم واستمرار علاجهم بعد اطلاق سراحهم ومتابعة حياتهم في المجتمع.. حتى لا يكرروا جرائمهم.
ان الناس ينظرون الى المعتدين جنسياً وعاطفياً بأنهم شياطين منحطة.. وهذه نظرة طبيعية للمجتمع نحوهم.. ولكن يجب معالجتهم نفسياً في اطار برنامج تأهيلي لحياتهم في السجن وبعد الافراج عنهم للعيش في المجتمع.. ويجب ان يركز البرنامج على بناء مهارات العيش في اطار علاقات جنسية ناضجة مع البالغين.. وليس الاعتداء على الاطفال.. ويقدّر عدد المدانين بجرائم الاعتداء الجنسي على الاطفال في سجون نيو ساوث ويلز بحواي 300 مجرم.. ولكن بالطبع هناك حالات اعتداء جنسي كثيرة على الاطفال في المجتمع لا تصل الى الشرطة وغير مبلّغ عنها.. ومن المهم جداً البلاغ عن جرائم الاعتداء الجنسي على الاطفال الى الشرطة وعدم اخفائها.. حتى يعالج المعتدي نفسياً ويتلقى العقوبة في السجن وفي السجن يمكن محاولة تقوييم سلوكه المنحرف.
ومعظم الحالات التي يُقبض فيها على المعتدين جنسياً على الاطفال يدعون انه قد اعتدى عليهم جنسياً وهم اطفال مما ادى الى انحرافهم الجنسي والنفسي.. وهذا ادعاء اسطوري عارٍ عن الصحة.. فلا يجب قبول الاعذار المبررة للاعتداء الجنسي على الاطفال مهما كان كذريعة للاعتداء في مرحلة البلوغ.
وهنا يجب التركيز على حماية الاطفال من المنحرفين.. لان الاعتداء على الاطفال جنسياً يدمر حياتهم ويمزقهم نفسياً اضافة الى الاضرار الجسدية.. والقاعدة الذهبية هي عدم الثقة بأي مخلوق برعاية الاطفال بدون رقابة الآباء والامهات.. واذا وقع الاعتداء على الاطفال فيجب استشارة الطبيب وتلقي العلاج النفسي هام جداً في المراحل المبكرة من وقوع الطفل حتى البالغ ضحية الاعتداءات.. فان العلاج النفسي الفعال له تأثير كبير على اندمال الجروح النفسية الناجمة عن الاعتداء.
وكلمة اخيرة في هذا المجال انه لا مبرر اطلاقاً لمجرم ان يعتدي جنسياً على الاطفال.. مهما كانت درجة انحرافه النفسي.. او حتى اي مبرر للاعتداء الجنسي على النساء.. وعلى المعتدي السيطرة على نزعته الجنسية.. وعدم الوقوع في فخ الجريمة التي يدخل على اثرها السجن نتيجة شبق جنسي جارف.. والرجل الحقيقي هو الذي يتحكم بنزوته الجنسية.. ويمارسها بطريقة سوية.. ولا يشبعها عن طريق إيذاء الآخرين.. سواء أكانوا اطفالاً ام نساء.. فالله قد خلق المرأة والاطفال للرجل حتى يرعاهم ويحنو عليهم.. ولا يتسلط عليهم ويضعهم هدفاً جنسياً قاسيا لنزواته المنحرفة.. وينقض عليهم بمخالبه ليدمرهم.