بقلم / هاني الترك  O A M

منذ 230 عاماً بالضبط رسا الاسطول البريطاني وعلى متنه السجناء بقيادة كابتن آرثر فيليب على سيدني كوف في أخطر رحلة بحرية عبر التاريخ وأعلن ولادة الامة الاسترالية على اجمل هاربر في العالم.
وكان فيليب قد رسا الاسطول في بوتني باي بتاريخ 20 كانون الثاني يناير عام 1788 بناءً على توصية مكتشف استراليا كابتن جيمس كوك عام 1770.. الا ان فيليب رأى ان سيدني كوف هو الافضل من بوتني باي فأرسا اسطوله الى ميناء سيدني كوف بتاريخ 26 كانون الثاني/ يناير 1788. كان فيليب رجلاً عظيماً سابقا عصره.. حينما التقى مع الابوريجينيين الذين مضى على تملكهم القارة الاسترالية 65 ألف عام ظنوا ان البحارة نساء لانهم كانوا حليقي الذقون.. فأمر فيليب احد البحارة بخلع ملابسه ليظهر انه رجل وليس آلهة.
أمل فيليب ان يقيم امة عظيمة في استراليا على ايدي السجناء واللصوص والقتلة.. وقد اعلن عن إلغاء العبودية قبل 40 عاماً من إلغائها في بريطانيا. فان استيطان لم يكن غزوا.. ففي شهر سبتمبر ايلول 1790 اصيب فيليب بسهم في كتفه اثناء محاولته الاتصال مع الابوريجينيين ولم ينتقم منهم ولكن طلب التفاهم معهم.. فكان رجل العدالة والانسانية وهو الاب المؤسس الاول للامة الاسترالية.
ان عمر استراليا اليوم 230 عاماً وقد بنيت بيد السجناء والمستوطنين.. وتطورت مع المهاجرين.. واصبحت افضل دولة في العالم.
نحن ناجحون.. متسامحون.. مزدهرون.. مستمرون.. وقد تغيرت استراليا منذ ان كنا عليه في الخمسينات.. اختلطت بالعالم بسبب المهاجرين.. اصبح الاستراليون يعمون العالم.. المحلات تفتح 24 ساعة على مدى 7 ايام.
تغيرت استراليا واصبحت متعددة الحضارات منذ ان رفع كابتن فيليب العلم البريطاني على سيدني كوف يوم 26 يناير عام 1788.. ونختفل جميعاً بهذا اليوم المشهود من كل عام.