بقلم / هاني الترك O A M
وقع الإختيار على العالمة في فيزياء الكم وكمبيوتر الكم ميشيل سيمونز الشخصية المثالية لنيو ساوث ويلز للعام الحالي 2018.. وذلك تقديراً لجهودها العلمية.. وتعبيراً عن تقدير استراليا للبحث العلمي.
صديقتي وابنتي الروحية سونيا تميل الى المعرفة العلمية الى جانب ثقافتها الواسعة .. وهذه ميزة هامة يفتقرها معظم النساء العربيات.. لأننا كشعب عربي عموماً لا نتمتع بالذهنية العلمية.. مع ان العلم هو السبب الرئيسي في تقدّم البشرية.. اذ يلجأ معظمنا الى التمسّك بتفسير التراث الديني والفكري والغيبي القديم حتى اذا كان يتعارض مع النظريات العلمية المعاصرة.
وهنا يكمن الجهل العربي.. مما يتطلب فصل الدين عن الدولة.. وقالها الشاعر المتنبي منذ عشرة قرون:
«يا أمة قد ضحكت من جهلها الأمم»
وكنت قد كتبت مقالاً في شهر نيسان ابريل الماضي يحمل عنوان «ثورة علمية في مصير البشرية».. عن دور استراليا الرائد في العالم في تطوير الكومبيوتر الكمي الذي يمهّد الطريق نحو اكتشافات علمية هائلة في المستقبل نشرته في جريدة «التلغراف».
وقد فاجأتني سونيا الاسبوع الماضي بارسال مقال عن الكومبيوتر الكمي من قناة فضائية عربية.. قرأته ولأهمية التطور العلمي فقد رأيت ان اعيد نشره بصفته اكتشافاً علمياً استرالياً عالمياً حققت فيه التلغراف السبق الصحفي العالمى باللغة العربية :
«ان المعظم الساحق من العلماء هم من الرجال المخضرمين الذين لا يهتمون بمظهرهم الخارجي ويركزون حياتهم على البحث والدراسة والعلم .. غير ان العالمة ميشيل سيمونز التي منحت الشخصية المثالية للعام 2018 التي تبلغ من العمر 49 عاماً ومتزوجة ولها ثلاثة اطفال وتتمتع بذكاء عالٍ جداً.. سخرت حياتها في دراسة العلوم وخصوصاً الفيزياء في مجال الكومبيوتر. فهي مديرة المركز الاسترالي للكومبيوتر الكمي والاتصال التكنولوجي في جامعة نيو ساوث ويلز.. والتي تجرى الابحاث في ثلاث جامعات استرالية..
تركز سيمونز على دراسة وتطوير الكومبيوتر الكمي وتعتبر استراليا رائدة في العالم والانظار تتطلع اليها في التوصل قريباً الى نتائج علمية تقلب فهمنا للعالم رأساً على عقب..
وتستقي العالمة سيمونز بحثها في الكومبيوتر الكمي من نظرية الفيزياء الكمية التي لا يفهمها الا عدد قليل جداً من العلماء التي تدور حول ظاهرة غريبة هي سلوك الجزئيات الذرية في مكانين مختلفين في ذات الوقت وان عملية انبعاث او امتصاص من قبل الجزئيات الذرية لا يتم على نحو متواصل ولكن على مراحل كل مرحلة فيها كناية عن انبعاث او امتصاص مقدار من الطاقة يسمى الكم.
فمن المعروف علمياً من الناحية التقليدية ان الذرة والجُزَئي وهو اصغر من الذرة.. واصغر حجم مادة مؤلف من الكترون والنيوترون والبروتون.. ولكن تبين ان الجُزَئيات يمكن ان توجد في مكانين مختلفين في ذات الوقت ويمكن ان تتفاعل مع بعضها حتى لو كانت بعيدة عن بعضها في الكون الفسيح.
والعالم الفذ البرت انشتاين قد لاحظ تلك الظاهرة ولم يصدقها ولكن توفي عام 1955 قبل ان يتمكن من متابعة دراستها.
وقد حيّرت هذه الظاهرة العلماء حتى ان البعض قد ارجعها الى طاقة روحانية لا يفهمها العلم المعاصر.. والعالم الفيزيائي ريتشارد فينمان كان قد اقترح تطوير الظاهرة الى اكتشاف الكومبيوتر الكمي.. والتي تستند الى انه اثناء اغلاق وفتح الترانزستور فان الطاقة الكمية تصدر في ذات الوقت وتجعل الحسابات تجرى بسرعة هائلة.. والعالمة الاسترالية سيمونز تجري الاختبارات في مختبرات الجامعات الثلاث الاسترالية على سلوك ذرة واحدة من الفوسفور وهي اقل من 2000 مرة من حجم شعرة من رأس البشر.. والحسابات التي تجرى داخل الذرة تتم بسرعة هائلة وهذا ما يعرف بالكومبيوتر الكمي الذي من المتوقع ان يتم استعماله قريباً كما تقول سيمونز.
ومن ضمن النتائج المترتبة عى استعمال الكومبيوتر الكمي هي:
< قد نكون في اكوان متعددة متداخلة وليس كوناً واحداً فقط. ومن ثم يتم عن ذلك البحث عن اصل ونشوء الكون .
< يجري الكومبيوتر الكمي حسابات معقدة جداً ودقيقة ليكشف عن تصميم العقاقير الطبية لمعظم الامراض وعلاجها لا يعرفها الطب المعاصر.
< تطوير الذكاء الاصطناعي الذي يمكن ان يفكر ويتخذ قرارات مثل الانسان وقد يرتقي الى درجة الوعي البشري.
< سوف يقوم الكومبيوتر الكمي بمعرفة الطقس والاحوال الجوية بدقة كبيرة.
< يقوم بقيادة سيارة بدون سائق بشري .
< تطوير الحسابات المعقدة في مجالات اخرى مثل قطاع المال والعمليات العلمية المعقدة.
< يفتح الباب للبحث في احد اسرار الوجود وهو الوعي البشري وفهم الوعي المطلق وهو الله.
< سوف يتطرق الكومبيوتر الكمي الى آفاق علمية وحياتية لا ندركها الآن.»