بقلم / هاني الترك O A M
فتح الزميلان ستيفاني عنداري ابو زيد وفارس حسن برنامج «صباح الخير استراليا» في اذاعة اس بي اس بحكمة اليوم وهي: «ان الحياة هي ما يحصل معنا ونحن منشغلون بالتخطيط لأمور اخرى.. فنحن نخطط لحياتنا ولكن تحدث اشياء فجأة تعكس مجرى امورنا بشكل كبير».. فقلت :
«علمنا السيد المسيح خبزنا كفافنا اعطنا اليوم».
فإن اهم الاسباب التي تدعو لقلق الانسان وعدم القناعة او شكر الله هي الهموم الفعلية التي نجابهها والهموم التي تغذيها الاوهام.. واليكم هاتين القصتين:
زار احدهم مستشفى الامراض العقلية.. وهناك وقع بصره على شاب مسكين.. وضعوه لكثرة هياجه في غرفة انفرادية.. وسأل الزائر الطبيب :
– ما خطب هذا الشاب وما الذي جاء به الى هنا؟
قال الطبيب:
– مسكين هذا الشاب.. لقد احب فتاة حباً شديداً حتى ان هذا الحب ملك عليه كل كيانه.. ولقد دعا الله ان يزوجه اياها.. ولكن الله لم يشأ.. ولم يستسلم الشاب لمشيئة الله.. فكان هذا حاله.
فقال الزائر:
– نعم ليته خضع لمشيئة الله.
وتقدم الزائر قليلاً لتقع عيناه على شاب آخر في الغرفة المجاورة.. كان هذا اكثر هياجاً من الاول.. فسأل الطبيب:
– وهذا ما به؟
قال الطبيب:
انه الذي تزوجها يا عزيزي.
فإن الله يسمح بالتجارب والصعوبات والمحن.. لكن علينا ان نختار كيف نواجهها.. فالمحن صعبة ولكن الرضى بمشيئة الله هي اهم سبب في تحملها.. وهذه قصة ثانية:
غرقت سفينة وغرق كل من كان عليها.. ما عدا شخص واحد استطاع بعد جهد ان يصل الى جزيرة لم تكن بعيدة جداً عن المكان الذي غرقت فيه السفينة..وبعد عدة ايام تمكّن هذا الشخص ان يبني كوخاً وضع فيه كل ما استطاع ان يجمعه من حطام السفينة الغارقة.. وكان يصلي بلا انقطاع الى الله كي ينقذه من الموت جوعاً في تلك الجزيرة.. وكان دائماً يراقب الأفق لعله يرى سفينة قادمة.. وفي ذات يوم عاد من رحلة صيد ليجد كوخه يشتعل بالنار.. فملأ اليأس قلبه وحزن جداً وتعجب كيف ان الله لا يسمع صلاته.. بل على العكس يقضي على حياته باحراق الكوخ الذي كان يلتجئ فيه.. ولم يمض وقتاً طويلاً حتى رأى سفينة تتجه نحوه.. ونزل منها القبطان وهو يقول: لقد رأينا اشارة الدخان المتصاعد.. ولولا هذه النار التي اشتعلت والدخان المتصاعد منها لما فكرنا قط انه يوجد انسان في هذه الجزيرة.
ما اكثر ما تكون المحن والمصائب والكوارث التي ننالها رحمة من القدير رغم قسوتها.. وتكون وسائط خير ونجاح وانقاذ في الوقت الذي نراها عوامل فشل ودمار. قد لا تكون المصيبة في حد ذاتها خير لنا.. ولكن هذه المصيبة وغيرها من امور ومصائب الحياة قد تتحول في النهاية الى خير لنا.. وذلك انسجاماً مع الوعد الإلهي القائل:
«ونحن نعلم ان كل الاشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله».. فلتكن مشيئة الله.. فهذه تعطي السلام للانسان الذي يريد.
المرجع مجلة صوت الكرازة بالانجيل.