بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
بعد الأبوروجينيين الذين اثاروا موجة شعبية لاقتلاع تماثيل آرثر فيليب والكابتن كوك ولاكلان ماكواري (مؤسس باراماتا) وجوزيف بانكس (مؤسس بانكستاون) وسواهم لأنهم وجوه استعمارية كما يراهم الابوروجينيون، ها هم الخضر اليوم يقودون حملة لتغيير تاريخ موعد «يوم استراليا» لأنه يذكّرهم بيوم الباستيل في فرنسا ويوم الوحدة الإلماني، ويرى الخضر ان هذا اليوم الذي يذكّر الاستراليين بوصول اول اسطول بحري بريطاني الى استراليا سنة 1788 هو رمز لـ «غزو البلاد»؟!
والخضر، المثقفون جداً والمتفلسفون جداً، كأن الله خلقهم وكسر القالب!
فهل يعلمون انه لولا وصول المركب الأبيض الى هذه البلاد منذ مئثتين وثلاثين سنة لما كانوا هم اليوم يمتلكون حزباً ولهم كتلة نيابية في البرلمان الفيدرالي، ويدافعون عن الضفادع والصراصير؟ ولما كان لهم منبر يتحدثون عليه؟
الخضر الذين يزعمون بدعوتهم الجديدة، انهم يريدون توحيد الشعب الاسترالي في المناسبات، هل نسوا انهم كانوا وراء اكبر تقسيم عامودي للمجتمع الاسترالي في الأمس القريب؟!
والمشكلة ان الخضر الذين لا يكاد عدد نوابهم يزيد على عدد اصابع اليد الواحدة يخيفون تيرنبل وشورتين اللذين يرتجفان امامهم كورقة الخريف.